فلسطين أون لاين

​قناديلُ من الله

...
بقلم / إكرام السعايدة

رغم كُل هذه الفوضى من حولنا، يأتي علينا الصباح في كُل مرّة ليرتّب بَعثرة دواخلنا التي استوطنت أرواحنا في الأيام الآفلة؛ ويغمرنا يقينًا وأملًا وروحانية.

وكأنَّ كُل الأشياء من حولنا تهمس لنا بأنَّ كُل شيء سيكون على ما يرام على الإطلاق, ولو نظرنا حولنا لوجدنا أنَّ الله يبعث إلينا برسائل يوميّة كثيرة لا تُعد ولا تُحصى! سُبحانه! ولكن أنّى لنا أن نسمعها أو نراها أو نلتفت إليها.

قد تكون هذه الرسائل على هيئة بشر أو مواقف أو نص يُلامس شغاف الروح.. أي شيء على الإطلاق يقول لك بأنَّ الله أقرب إليكَ مما تظن؛ وليس بالضرورة أن تكون إيجابية.. أحيانًا مواقف قاتمة وكئيبة أو أشخاص كذلك؛ يشعرونك بفضل الله عليك وبوافر نعمه.

وحين اليأس يطفئنا يُشعل في فتيلِ القلب الله سُبحانَه ألفَ مُعجزةٍ ويُقرضنا قناديله.

فلنحاول يا صديقي أن نُحيي نبضات قلوبنا ونُعيد ترميم أرواحنا التي أرهقناها ونحن نركض هائمين في رحلة هذه الحياة وأتعبتنا لحظات الانكسار والوجع والهشاشة التي استوطنت نفوسنا، ولنحاول أن نحسبها بطريقةٍ مغايرة تنعكس بالسكينة على هذه النفس.

فلعلّ لحظات الانكسار التي تهزنا في العمق؛ ما هي إلّا "استفقادة" ربانية حنونة وإن كان ظاهرها مؤلمًا؛ غير أنّ باطنها فيه الخير الكثير الذي نجهله، ولعلّها اختبار عابر يتلوه علامة جيدة نحصل عليها في الصُحف السماوية.

لا يضعنا الله على حافة الهاوية إلا لِيُمسك بنا عند المفترق؛ فاهدأ أيها القلب واستكيني يا عيون!

ارض بما كتبه الله لك

عن شعور الرضا اللطيف الذي يغمرنا في أصعب اللحظات التي قد نمر بها يومًا؛ عن السلام الداخلي الذي يغمر الحنايا وتلابيب الفؤاد دونما سبب.

وعن الأشياء الكثيرة التي تغمرنا ولا نشعر بقيمتها؛ وعن اليقين الذي يتسرب إلى أرواحنا ويطوقها في الوقت الذي نتخبط فيه شكًا وحيرةً.. وعن عجزنا.. ويدكَ الممتدة إلينا ربنا وعن تدابيرك العظيمة.

ارتوِ من شرابِ الحُب: ما الذي سيضرنا لو أننا أحببنا بعضنا البعض وأحببنا الخير للآخرين كما نحبه لأنفسنا تمامًا.. بلا غيرة أو حسد أو كراهية؟

ابتسم فلن تخسر شيئًا: وما الضير أن تصبح الابتسامة في وجوه الآخرين شيئًا من ضرورات الحياة التي لا غنى عنها، لا أحد يعلم ما يختلج قلوبنا فلنجعل ابتسامتنا أولى ملامحنا فلا أحد يعلم ماذا يختبئ خلف تلك الابتسامة.

تدثر بدعواتك أُمك ورضا أبيك: فلا تخجل أن تدسّ رأسك بين يديّ أُمك ذات صباح.. حتى تطمئن وقلبك، بمعوذاتها وتراتيلها! وليمنحك أبوكَ رضاه لكي تستقيم به صباحات التوفيق.

الرحيل ﻻ يستأذن أحدًا.. فأعدوا: ما أوجع الفقد وما أصعب الرحيل؛ من وقتِ قريب ودّعَ الداعية المعروف د. سلمان العودة زوجته, لم يخجل من رثائها وعزاء نفسه على رحيلها أمام الآلاف من متابعيه، بينما يموت الكثيرون كل يوم ألف مرة بسبب كلمة جارحة عابرة.. أو تجاهل قاتل.. وربما يموت حقًا وينسى كأنه لم يكن.

غردّ معلقًا: "حين رحلتِ أدركت أني ﻻ أستحقك", هل ننتظر الموت لكي ندرك قيمة من حولنا حقًا؟ تمسّك جيدًا بمن تحب وأخبره كل يوم أنه عزيز عليك جدًا جدًا.

قل له كم تحبه, كي يرحل عن هذه الحياة وهو مطمئن على الأقل وأنه يعني شيئًا لأحدهم!

لا أرانا الله واياكم مكروهًا فيمن نُحب.