لم تَحُل وسائل القمع الإسرائيلي ضد المشاركين السلميين في فعاليات إحياء ذكرى النكبة الـ 71 في مخيمات العودة الخمس شرق قطاع غزة، دون مشاركة نسوية حاشدة.
وشهدت مخيمات العودة، أمس، مشاركة عشرات الآلاف من الجماهير الفلسطينية، وسط حضور نسائي حاشد ومميز رغم أجواء الطقس الحارة، وصيام رمضان.
رائدة العمصي، التي اعتادت على المشاركة في مسيرة العودة منذ انطلاقتها، تعتبر ذلك جزءًا من الواجب الديني والوطني.
وأوضحت العمصي أن شعبنا الذي قدم الشهداء والجرحى من أجل الوطن والعودة، لن ينسى ولن يستسلم للمؤامرات وسيبقى يقدم التضحيات حتى التحرير.
وقالت: "فليعود الصهاينة من حيث جاؤوا، فهذه أرض أجدادنا، ومسيرتنا سلمية نخرج بصدورنا العارية رجالاً ونساءً وأطفالاً وشباباً من أجل الوطن والأرض والعودة".
وعدت المشاركة الجماهيرية الحاشدة من الرجال والنساء دليل تمسك شعبنا بأرضه وحقوقه، مؤكدة أن العودة حق مقدس ولا تنازل أو تفريط عنه.
كما اعتبرت أمينة أبو عوض المشاركة الجماهيرية في فعاليات إحياء ذكرى النكبة، واجبا وطنيا ودينيا.
وقالت أبو عوض "نساء فلسطين على استعداد للتضحية بالروح .. فنحن شقائق الرجال ونأتي هنا لدعمهم ومساندتهم، يقيننا بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب المولى لنا، ولن نموت قبل انتهاء الأجل، ولن تبتر لنا يد أو قدم دون أن يكون ذلك مكتوبا لنا".
ورأت أن العودة لفلسطين المحتلة، خطوة أولها كسر الحصار عن شعبنا وشبابنا الذين ضاق الأفق أمامهم؛ ليكون ذلك مقدمة للإعداد والتجهيز لدحر الاحتلال.
وكحال سابقاتها، لا تخشى عواطف الدرة وسائل القمع العسكرية، وتواصل مشاركتها في مسيرة العودة وكسر الحصار منذ انطلاقتها في 30 مارس/ آذار 2018م.
وأشارت الدرة إلى تعرضها وأبناءها المشاركين في مسيرة العودة سابقا للإصابة بالرصاص الحي والغاز السام، وجددت ثقتها بنجاح مشروع المقاومة وصولا للتحرير.
ووجهت رسالتها للمتخاذلين من العرب والمسلمين قائلة: "نريد منكم أن تستيقظوا من سباتكم، وتقفوا معنا، فلا نريد منكم سلاحا بل نريد منكم وقفة عربية".
وتداوم رسمية أبو عياش على المشاركة في مسيرة العودة والفعاليات الوطنية لإحياء ذكرى النكبة، وتقول: "من ليس له أرض فليس له عرض".
وأشارت أبو عياش إلى إصابة أبنائها الخمسة خلال مشاركتهم في المسيرة السلمية،مستدركة: "رغم إصابتهم فإنهم لم يتخاذلوا عن المشاركة حتى أن ابني إبراهيم المصاب إصابة خطيرة أوصاني قبل سفره للعلاج بألا أتخاذل عن المشاركة في مسيرة العودة".
قرار واعٍ
وأكدت النائب في المجلس التشريعي هدى نعيم، أن شعبنا الفلسطيني على مدار 71 عاما من النكبة قدم التضحيات من أجل الوطن والأرض.
وقالت نعيم: "شعبنا يدرك أنه لن يعود حقه وهو صامت أو جالس في بيته؛ لذلك فهو في كل مرة يبدع بأدوات نضالية جديدة ضد الاحتلال ومن أجل الضغط على المجتمع الدولي الذي بات وقوفه إلى جانب الاحتلال وصمته على جرائمه واضحا".
وأضافت: "النساء لسن أقل وعيا من الرجال ومشاركتهن في النضال الفلسطيني مستمرة، فلم تكن هناك أي مرحلة تخلو من مشاركة النساء في مسيرة الكفاح".
ووصفت مشاركة النساء في مسيرة العودة، بأنها بارزة ومميزة، وفاقت التوقعات أحيانا، عادة ذلك دليل تمسك شعبنا بحقوقه الوطنية وسعيه الدؤوب من أجل حياة معيشية كريمة.