يستعد الفلسطينيون اليوم الأربعاء، لإحياء الذكرى (71) لنكبة فلسطين، التي توافق 15 مايو من كل عام، وذلك عبر تنفيذ العديد من الفعاليات الجماهيرية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والداخل المحتلين إضافة إلى أماكن اللجوء الفلسطيني حول العالم.
وتتمثل نكبة الفلسطينيين في تهجيرهم ن أرضهم قسرًا على يد العصابات الصهيونية عام 1948، واحتلال أرضهم ، وما ترافق مع ذلك من مجازر وتشريد.
وعمّ الاضراب العام والشامل كافة أرجاء قطاع غزة لا سيما المرافق والمؤسسات الحكومية بما فيها المدارس والجامعات، في حين تواصل طائرات الاستطلاع الاسرائيلية "بدون طيار" تحليقها بشكل مكثف في أجواء قطاع غزة.
بدورها، دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة للمشاركة الحاشدة في إحياء ذكرى النكبة بعد ظهر اليوم، من خلال تدفق المواطنين إلى مخيمات العودة الخمسة بمحافظات قطاع غزة.
وأشارت الهئية إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو "توجيه رسائل للعدو وللمجتمع الدولي بأننا لن ننسى ولن نغفر وسننتزع حقوقنا مهما طال الزمن أو قصر".
بدورها، أعلنت دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية عن انطلاق فعاليات إحياء الذكرى الـ71 للنكبة في الوطن وخارجه (في كافة أماكن التواجد الفلسطيني)، موضحة أن الفعالية المركزية في الضفة الغربية ستكون من خلال المسيرة والمهرجان المركزي الذي سيقام في تمام الساعة 11:30 صباح اليوم في رام الله، والتي ستنطلق من ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى ميدان الشهيد ياسر عرفات.
أما بخصوص فعاليات مخيمات لبنان، ذكرت الدائرة أن مهرجانًا مركزيًا سيقام في مدينة صيدا بلبنان اليوم تمام الساعة 11:30 صباحًا بمشاركة كافة القوى الفلسطينية، وسيتخللها عدة كلمات سياسية.
وأوضحت أن عدة فعاليات ووقفات ستقام أمام مداخل المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى جانب المهرجان المركزي في مخيم صيدا، كما سيكون هناك فعاليات ومسيرات في كافة أماكن تواجد الجاليات الفلسطينية في أوروبا والدول العربية والأميركيتين بالتنسيق مع السفارات والجاليات والفصائل الفلسطينية يوم 15/5/2019.
وأشارت إلى أن الجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة ستنظم مؤتمرًا فكريًا بتاريخ 21-23 حزيران 2019 لمدة ثلاثة أيام في السويد بمدينة ابسالا بمشاركة الجاليات الفلسطينية في أوروبا.
وشكلت أحداث نكبة فلسطين عملية تطهير عرقي، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يزيد عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.
وانتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي خضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي عام النكبة .
وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى سيطرة الاحتلال وقوانينه، ورافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.
يشار إلى أن جيش الاحتلال ارتكب العام الماضي في إحياء ذكرى النكبة الـ70، مجزرة كبيرة سقط خلالها أكثر من 70 شهيدا ومئات الجرحى وذلك في محاولة لفضّ المسيرة الكبيرة.
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار/ مارس 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 317 مواطنًا؛ بينهم 12 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد.