فلسطين أون لاين

​مراقبون: إعادة قانون "حظر الأذان" لاستكمال تهويد القدس

...
جانب من الاستيطان في القدس (أف ب)
القدس المحتلة - حازم الحلو

رأى مراقبون متابعون لشؤون القدس، أن مخططات تهويد المدينة دخلت مراحلها الحاسمة لدى سلطات الاحتلال، وذلك عقب إعادة طرح قانون حظر الأذان على الكنيست الإسرائيلي، مطالبين بردة فعل عربية واسلامية تكون على مستوى الحدث لردع الاحتلال ووقف اقرار القانون.

وكانت اللجنة الوزارية الخاصة بالتشريعات في حكومة الاحتلال، قد أقرت، أمس، مشروع "قانون المؤذن" ما سيسمح بعرضه أمام الكنيست لمصادقة عليه بالقراءة التمهيدية الاربعاء المقبل.

إشعال المنطقة

رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث د. ناجح بكيرات، حذر من أن اقرار هذا القانون من شأنه أن يشعل المنطقة لهيبًا، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يتساهل مع من يمس بعقيدته وثوابته الدينية والوطنية.

وأوضح بكيرات في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن القانون يهدف إلى استكمال تهويد المدينة المقدسة من خلال محاصرة مساجدها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك والتدخل في خصوصياته وشؤونه.

وأشار إلى أن سعي سلطات الاحتلال لحظر الأذان بالقدس بزعم "خفض الضوضاء"، ليس إلا جزءًا من خطة طمس الهوية العربية والإسلامية في المدينة المقدسة، منوها الى أن الحرب على المقدسيين تشمل في أحد جوانبها الاجهاز على معتقداتهم الدينية ورمز وجودهم وهو الاذان.

وأوضح أن صوت الأذان لم يتوقف في فلسطين منذ 1400 عام حينما صدح به الصحابي بلال بن رباح، بعد أن فتحها الخليفة عمر بن الخطاب، في العام الخامس عشر للهجرة، واستمر حتى الآن دون انقطاع.

وبين أن الاحتلال أعد خطة من ثلاث مراحل لتهويد القدس من خلال حظر الأذان وهي: تجفيف الهوية العربية والإسلامية في المدينة المقدسة، والحرب الديمغرافية ضد المقدسيين من خلال دفعهم لترك المدينة مع تراجع الوجود الديني للمسلمين فيها بسبب غياب الأذان.

وأشار بكيرات الى ثالث المراحل والتي تتمثل في أن حظر الأذان بالمساجد المقدسية يعد تمهيدا لسن قوانين أخرى تحظر الصلاة فيه، مؤكدًا أن الأخيرة قد تأتي بين لحظة وأخرى في ظل الصمت العربي والدولي.

وشدد على أن الخطوة الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي، وما تقوم به سلطات الاحتلال لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع لأن المآذن ستبقى على أذانها ولن تتخلى عنها أبدا.

باب خطير

من جهته، أكد الخبير في شئون القدس د. حسن خاطر، أنه في حال نجحت سلطات الاحتلال في تمرير القانون فإن ذلك سيفتح بابًا خطيرًا وربما الأخير باتجاه تهويد القدس بشكل كامل وتام.

وبين في حديثه لصحيفة "فلسطين"، ان قرار حظر الأذان يعد تطورا خطيرا في سياسة التهويد التي تنتهجها سلطات الاحتلال في القدس، موضحا أن السلوك التهويدي العنصري الاسرائيلي يلبس ثوبا قانونيا للتغطية على سوأته الظاهرة للعيان.

واعتبر القانون انتهاكا صارخا لحرية العبادة لدى المسلمين، واستهتارا بشعيرة إسلامية وإعلان حرب دينية ستشعل المنطقة.

واستنكر خاطر مزاعم الاحلال بأن الصدح بالأذان يتسبب بالضوضاء في محيط المساجد المقدسية، منوها الى ان الأذان نداء للصلاة وليس للحرب أو ضوضاء كما يصفه الاحتلال الذي يسبب الإزعاج الحقيقي حينما يداهم منازل المقدسيين ويهدمها ويعتقل ابناءهم.

واوضح أن قرار حظر الأذان مناقض لأبسط قواعد الديمقراطية التي تتغنى بها وتدعيها دولة الاحتلال، واستهتار واستخفاف بقرارات المجتمع الدولي، مؤكدا أن الصمت العربي والإسلامي، وضعف التحرك العربي وغياب الاستراتيجية العربية الموحدة، تسهل الظروف أمام الاحتلال لتحقيق أهدافه، وتنفيذ جرائمه دون مساءلة.

وأوضح أن مثل هذه القوانين تهدف لتنفيذ مخططات تسعى لنشر الرواية الإسرائيلية الهادفة إلى محو المسجد الأقصى، وطمس الرواية الفلسطينية بتاريخ القدس المحتلة، مشيراً إلى أن الكثير من المسئولين الإسرائيليين لا يزالون يتحدثون في وسائل الإعلام عن الهيكل المزعوم وبنائه ومقامه وتاريخه وأحداثه.

وقال: "لقد بات الناس هنا مقتنعين أن مخططات التهويد نضجت ولم يتبق سوى حصادها، حتى أن سلطات الاحتلال أصبحت تدرس أساليب امتصاص غضب الجمهور الإسلامي وردود فعله عندما يحدث الأمر".

ودعا خاطر الى ضرورة التضامن مع المقدسيين، وتعزيز صمودهم في مدينة القدس، والارتقاء بمستوى عمل موحد للقدس، مطالبا بوضع خطط تشارك فيها كل الفصائل لتؤكد للرأي العام العالمي أن القدس عاصمة لفلسطين فقط.