في محاولة للتغلب على أضرار الأسمدة الكيميائية التي يستخدمها المزارعون، تمكنت شركة "أكنان" من إنتاج سماد سائل من مواد عضوية، وتعتقد الشركة أنه سيجنب المزارعين الكثير من مشاكل الزراعة، ويزيد من جودة المنتجات الزراعية.
وأكد المدير التنفيذي لـ"أكنان" محمد أبو هيبة أن الشركة تعمل على حل مشاكل المجتمع الفلسطيني في الكثير من المجالات، ومن ضمنها القطاع الزراعي، لافتًا إلى أن مشكلة الأسمدة الكيميائية من أكثر المشاكل التي يعانيها قطاع غزة.
وقال في حديث لـ"فلسطين": "إن شركة أكنان منذ بدايتها ركزت على المشاريع التي تدعم الجانب الزراعي، وكانت تجري بحوثًا علمية تهدف لتطوير منتجات يحتاج إليها المجتمع المحلي"، لافتًا إلى أن الشركة أنتجت الغاز الحيوي باكورة إنتاجها الزراعي وتلاه بعد ذلك السماد السائل.
وأضاف أبو هيبة: "السماد السائل هو أول منتج أنتجته شركة أكنان، وتعمل على تسويقه وبيعه للمزارعين لاستخدامه، وذلك بعد أن حصلت على موافقة من وزارة الزراعة التي أشرفت عليه في تجارب مسبقة لاستخدامه، وبعد نجاحها بدأت تسويقه للمزارعين".
وأوضح أن السماد السائل منتج تعمل الشركة على تسويقه منذ قرابة عام، إذ توجهت للمزارعين لإقناعهم بهذا المنتج والفوائد والمزايا العديدة المتوافرة فيه، التي ستعود تلقائيًّا على التربة والنبات وعلى صحة الإنسان فيما بعد.
ونبَّه أبو هيبة إلى أن السماد السائل له فوائد فيزيائية وكيمائية عديدة، إذ إنه مصنع من مواد عضوية بحتة، ومكون من مخلفات نباتية وحيوانية، مثل: روث الدواجن والأبقار وبقايا الأسماك.
وذكر أنه تخلط هذه المواد مع الماء بنسب محددة تحت ظروف مضبوطة من الحرارة ونسبة الكربون والنيتروجين وضبط العناصر، وتخمر مدة بحدود شهر حتى تنضج، وبعدها تجرى عمليات أخرى للمعالجة للتخلص من البقايا الصلبة التي لم تتخمر وبعدها تبدأ عملية التعبئة.
واستدرك أبو هيبة: "هذه العملية ليست صعبة، ولكن عملية التخمير هي أكثر عملية تستغرق وقتًا خلال عملية تصنيع السماد السائل، أما الحصول على المخلفات النباتية والحيوانية فأمر سهل لتوافرها بكثرة، فإنتاج القطاع من المواد العضوية يبلغ ألف طن يوميًّا".
وبين أنه بعد إنتاج هذا السماد وموافقة وزارة الزراعة عليه جاء دورهم في الشركة لإقناع المزارعين بقبول المنتج الجديد، مؤكدًا أن عملية تغيير الثقافة عند المزارعين كانت صعبة وتحتاج إلى وقت طويل.
وأضاف أبو هيبة: "كنا نسوق المنتج عبر وسيط، لكن هذا الأمر لم ينجح وبدأنا تسويقه مباشرة للمزارعين، وعرضنا عليهم تجريب المنتج مجانًا في البداية على محصول معين ومقارنته بالمحاصيل التي تستخدم لها الأسمدة الكيميائية".
ولفت إلى أن النتائج التي حصل عليها المزارعون كانت أكبر دعاية وإعلان للشركة عن هذا المنتج، الذي لمس فيه المزارعون العديد من المزايا للنبات، والتربة، والماء الذي يرشح إلى التربة من عملية الري.
وأشار أبو هيبة إلى استعمال السماد السائل لمحاصيل عديدة، مثل: أشجار الزيتون، والعنب، والفراولة، والبندورة، واللوزيات، والخيار، والبطيخ وغيرها، لافتًا إلى أن المزارعين لمسوا جودة في الإنتاج وزيادة في الكميات.
وأكد أن بعض المزارعين لاحظوا عدم وجود الحشرات والآفات التي ألفوها لدى زراعة بعض المحاصيل، وهو ما خفف عنهم ماليًّا بسبب عدم احتياجهم لاشتراء المبيدات الحشرية لهذه الآفات.
وقال أبو هيبة: "بعد نجاح إنتاج السماد السائل وثقة المزارعين به سنتوجه لمحبي الزراعة في البيوت، إذ سنعمل على إنتاج سماد يلائم الزراعة البيتية والمحاصيل التي تزرع في البيوت".
وتابع: "سنعمل أيضًا على إنتاج منتجات فرعية من السماد السائل، على أن تكون مدعمة ببعض العناصر كالحديد أو الفوسفات، تلبية لاحتياجات خاصة بالتربة أو النبات، أو لحل مشاكل تعانيها المحاصيل الزراعية".