أكدت فصائل فلسطينية ضرورة إعادة الاعتبار إلى برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وإصلاح مؤسساتها، وضم فصائل الاتجاه الإسلامي إليها.
جاء ذلك خلال الندوة الفكرية التي نظمتها، أمس "مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة" في الذكرى التاسعة لوفاة المفكر المغربي محمد عابد الجابري بعنوان: "في الحاجة إلى الكتلة التاريخية" بمشاركة أكثر من خمسين سياسيَّا ومفكرًا وباحثًا من المغرب وفلسطين.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية فتحي كليب: إن ما يخيف الشعب الفلسطيني ليس صفقة القرن أو غيرها من مشاريع التسوية، "بل هو إطالة عمر الانقسام الذي بات يشكل خطرًا حقيقيًا على الحقوق الفلسطينية".
وشدد على أن من يرسم مسار المرحلة القادمة "هو ميدان المواجهة مع الاحتلال وممارساته وميدان المواجهة لتداعيات صفقة القرن الأمريكية".
وتابع: "إن المسألة المحورية في الكتلة التاريخية هو اعتمادها على الشراكة وعدم إقصاء أحد، فلا وجود لحزب قائد أو زعيم أوحد، بل إن جميع مكوناتها أعضاء متساوون يجمعهم هدف واحد توافقوا على انجازه وهو التخلص من هيمنة الاستعمار بالنسبة للدول العربية وبناء الاستقلال الثاني القائم على الحرية والعدالة الاجتماعية ودخول عالم الحداثة والمعرفة".
وأضاف: "بالنسبة إلينا كفلسطينيين فقد انجزنا سابقا ما يشبه "الكتلة التاريخية" حين نجحنا في التأسيس الأول للمنظمة التحرير، ونجحنا مرة ثانية حين دخلت إليها الفصائل التي توافقت على برنامج سياسي وطني موحد، لكن الانقلاب اوسلو السياسي أطاح بهذا البرنامج".
وأوضح أن بناء الكتلة التاريخية الفلسطينية سواء لجهة إعادة الاعتبار للبرنامج السياسي الموحد في إطار منظمة التحرير، وانضمام الاتجاهات الإسلامية إليها يتطلب إعادة توحيد التجمعات الفلسطينية داخل وخارج فلسطين.
في حين أشار مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية ماهر الطاهر إلى أن التخطيط لإضعاف الدول العربية ليس وليد اليوم بل يعود إلى بدايات القرن الماضي، وبالتحديد لعام 1905 مع "وثيقة كامبل بنرمان" التي أوصت بتفكيك الشعوب العربية.
بدوره عد الأمين العام لحركة المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن إحداث كتلة تاريخية فلسطينية لن يتحقق ما دام الصراع ما بين الفصائل الفلسطينية قائما، داعيا إلى تشجيع قيام الشراكة والتعددية والديمقراطية لتحقيق الوحدة وإلحاق الهزيمة بالمخطط الذي يهدد المنطقة.