طالب مواطنون بمحاسبة مثيري البلبلة والفتنة الذين باشروا بزعزعة واستقرار الأمن بغزة مع الدقائق الأولى من اختفاء الطفل محمود رأفت شقفة بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة أخيراً، من خلال نشر الأكاذيب حول ظروف وتداعيات وخلفيات هذه الجريمة وتضخيمها.
وثمن المواطنون خلال حديثهم مع صحيفة "فلسطين"، جهود الأجهزة الأمنية والشرطية، التي أفضت إلى الكشف عن ملابسات قضية جريمة خطف وإخفاء وقتل الطفل شقفة.
الجريمة التي أصبحت قضية رأي عام وخلقت تساؤلات لدى المواطنين منذ وقوعها حول كواليسها وخلفياتها حتى كشْف وزارة الداخلية عن ملابساتها، خلفت ألما كبيرا، خصوصا بعد معرفة دوافع القاتل وكيفية قتله طفلا لم يتجاوز العامين وأربعة أشهر.
علاء عبد الفتاح بعث رسالة شكر وعرفان لوزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية التي لم تدخر جهدا منذ اللحظات الأولى لاختفاء الطفل وعملت طوال ستة أيام وواصلت الليل بالنهار للكشف عن ملابسات القضية وكشف الجاني.
ولفت إلى أن كما كبيرا من الإشاعات والأخبار الكاذبة بثها مشبوهون طيلة فترة اختفاء الطفل، خلقت حالة من الخوف والحذر الشديد لدى المواطنين وزرعت الرعب في قلوبهم.
وناشد عبد الفتاح لضرورة تعاون المكتب الإعلامي الحكومي مع الأجهزة الأمنية لملاحقة مروجي الإشاعات ووضع حد لسمومهم التي تزرع البلبلة في صفوف المواطنين وتزعزع الأمن المجتمعي، وفق حديثه.
أما هاني الجزار فأوضح أن معدّل الجريمة في قطاع غزة أقل بكثير من كل مناطق العالم على الإطلاق، مشيدا بقدرة الدوائر الحكومية في غزة على كشف الجرائم وإرساء الأمن والأمان.
وقال الجزار: "كان لافتا للنظر تعمّد البعض إثارة القصص المفبركة والبلبلة وإقحام حماس في أي جريمة تحدث وكأنها هي التي ارتكبت الجريمة، وهذا الأمر مقزز ولا يمت للعقلانية والموضوعية بصلة".
وأضاف: "العدالة والمهنية تقتضيان التحدث بمنطق قدر الإمكان، ناهيك عن الشعور بالمسؤولية والوطنية، هؤلاء الناقصة عقولهم سيكتوون عاجلا أو آجلاً بنار حقدهم وغبائهم".
بدوره، أوضح محمد قنديل الذي تابع تفاصيل اختفاء الطفل منذ البداية، أنه شارك في عمليات البحث عن الطفل مع فرق تطوعية في محيط سكنه بحي تل السلطان غرب رفح، وفي الأراضي الزراعية والسوافي وعبارات الصرف الصحي.
ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية لم تغب عن ساحة الجريمة لحظة واحدة، وكانت تجمع الأدلة وتحقق في ظروف اختفاء الطفل منذ البداية، كما أن فصائل المقاومة بذلت جهودا في البحث في أثناء الليل، شاكرا لهم كشف تفاصيل الجريمة وإعادة الطمأنينة إلى الحي.
ودعا المواطنين لعدم تناقل الإشاعات التي تساعد في خلق أجواء رعب وخوف في صفوف المواطنين، وعدم متابعة مروجيها والتبليغ عنهم، واستقاء الأخبار من المصادر الرسمية.
وفي السياق، وصف نادر أبو شرخ كل من حاول استغلال حدث اختفاء الطفل شقفة لتشويه غزة وصورتها وإشاعة البلبلة وإظهار الفلتان الأمني فيها بالمأجور والجبان، مشيراً إلى أن ما أشاعوه يعكس كراهيتهم وحقدهم على غزة.
وبيّن أن مثيري البلبلة والإشاعات بدؤوا بإثارة القلاقل والفتنة بين المواطنين بعد الدقائق الأولى من اختفاء الطفل شقفة، كما أن بعضهم أَلّف جرائم وهمية وهَوّل أحداثا صغيرة، مشيرا إلى أن مساعيهم خابت، رغم الأوضاع المأساوية التي يعيشها السكان، قائلا: "الأمن الداخلي خط أحمر، وتعظيم سلام لأمن غزة".
من ناحيته، أوضح أحمد جرغون أن ما حدث "مصيبة كبيرة"، قائلا: "الحالة التي رافقت الجريمة من إشاعات وأخبار كاذبة وضعت السكان في أجواء من الخوف والذعر".
وطالب الأجهزة الأمنية في غزة بضرورة معاقبة الجاني وإنزال أقسى العقوبات بحقه، من أجل ردع كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن المجتمعي، كما طالب بملاحقة مروجي الإشاعات ومحاسبتهم.
إلى ذلك، قال فراس الشاعر: "كل الشكر لرجال الأمن الذين تتبعوا على مدار خمسة أيام خيوط الجريمة وأمضوا ساعات طويلة في البحث والتحري والتحقيق دون كلل أو ملل حتى وصلوا إلى الجاني".
ولفت إلى أن حفظ الأمن وتوفير الأمان للمواطن على سلم أولوياتهم رغم قلة الإمكانات والرواتب، فتحية لجهودهم الظاهرة والخفية.