يقبع المصور الصحفي مصطفي الخاروف في سجون الاحتلال منذ أن أسره في 22 كانون الآخر (يناير) 2019م من داخل منزله، حيث يعيش مع زوجته وطفلته الرضيعة بزعم التحريض بعمله الصحفي وتوثيق انتهاكات الاحتلال في مدينة القدس.
وطرحت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي عبر ما تسمى "النيابة العامة" قضية إبعاد الصحفي "الخاروف" عن مدينة القدس، على خلفية عمله الصحفي ، وأسرته في سجن "جفعون".
وعقد الاحتلال جلسة محاكمة للأسير "الخاروف" في 31 آذار (مارس) الماضي، وسط تهديد بترحيله من القدس المحتلة، وأفادت المحامية الموكلة بالدفاع عنه أن أسره يعكس انعدام العدل الذي يعانيه الفلسطينيون في شرقي القدس خاصة.
الناشط ناصر الهدمي صديق الأسير "الخاروف" قال لصحيفة "فلسطين": "نحن أمام إجراءات صهيونية عنصرية بحق أبناء القدس"، مبينًا أن الاحتلال يستهدف من يعمل في مجال الصحافة وتوثيق جرائمه.
وأضاف: "إن الأسر يمثل "عقوبة عنصرية" تجعل المقدسي مستهدفًا، خصوصًا من يعمل في مجالات تفضح إجراءات الاحتلال".
ولفت إلى أن مخابرات الاحتلال وضعت إستراتيجية في استهداف المقدسيين بإبعادهم مع أنهم ولدوا في مدينة القدس، منبهًا إلى أن ذلك يخالف كل الاتفاقات والقوانين الدولية.
وبيّن الهدمي أن الصحفي "الخاروف" يدفع ثمن ممارسته مهنته في القدس المحتلة، ولم يقم بأي أعمال مخالفة حتى لقوانين الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن ما يقوم به جهاز مخابرات الأخير من ملاحقة المقدسيين لا يخضع لأي شيء سوى التمييز العنصري، فكل ما مارسه ذلك الصحفي هو نقل ما يجري على الأرض من حرب عدوانية على المقدسات والمقدسيين.
وأشار إلى أن ذلك لا يروق مخابرات الاحتلال التي تلفق التهم للإنسان الفلسطيني المستهدف.
وأكد صديق الأسير أن ما حدث له مثال على استهداف الصورة والكلمة في مدينة القدس.
من جهته قال الصحفي المقدسي خالد أبو عكر: "إن الاحتلال يراقب الجميع في القدس المحتلة، فهناك مئات المقدسيين في السجون؛ على خلفية مشاركاتهم في مواقع التواصل مثل (فيس بوك)، بزعم التحريض".
وأضاف أبو عكر لصحيفة "فلسطين": "إن أسر "الخاروف" يأتي على خلفية عمله الصحفي المهني المتمثل في العمل بالميدان ونقله الأحداث، لكن الاحتلال ومخابراته من بنك أهدافهم استهداف الصحفيين العاملين في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والصحافة الإلكترونية".
ولفت إلى أن الاحتلال يستدعي الصحفيين باستمرار إلى ما تعرف بـ"غرف 4" في مركز تحقيق المسكوبية حيث يهددهم بالاعتقال والإبعاد عن القدس، فالاحتلال لا يستسيغ أي صحفي حر.
وأوضح أن الرقابة المشددة لا تتوقف، والاستدعاءات سيف مسلط على رقاب الصحفيين الذين يمنعون من التحرك.
وأشار أبو عكر إلى أن الاحتلال ينتهك حقوق الصحفيين المقدسيين بأساليب عدة، منها: الأسر والطرد والإبعاد والغرامات المالية الباهظة، والتحقيق المستمر، واقتحام المنازل، وتخريب محتوياتها.