قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية،إن "مواجهة صفقة القرن تتطلب استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والالتزام بكافة اتفاقيات المصالحة التي تم توقيعها سابقا".
جاء ذلك في كلمة له خلال لقاء عقدته "حماس" في مدينة غزة، السبت، مع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية تحت عنوان "متحدون في مواجهة صفقة القرن"، استعرض فيها رؤية حركته لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، و"صفقة القرن" الأمريكية للسلام المزمع طرحها في يونيو/ حزيران المقبل.
وشدد هنية على استعداد "حماس" لعقد لقاءات عاجلة وسريعة مع جميع الأطراف الوطنية دون استثناء، خاصة قيادة حركة "فتح"، لبحث كيفية استعادة الوحدة، مضيفاً: "ليس لدينا فيتو على أي لقاء طالما أنه سينطلق نحو استعادة الوحدة الوطنية، وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي".
واقترح لإنهاء حالة الانقسام، ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية "سياسية بامتياز"، من جميع الفصائل والقوى الفلسطينية، مهمتها التحضير لإجراء انتخابات شاملة، والعمل على توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
ورأى هنية أن تحقيق الوحدة الوطنية، يتطلب أيضا الدعوة بشكل عاجل إلى اجتماع للأمناء العامين للفصائل، لمناقشة البرنامج السياسي الفلسطيني، وإعادة ترتيب منظمة التحرير لتضم الكل الوطني الفلسطيني، منبهاً إلى أن حركته "لا تطرح بديلا عن منظمة التحرير، وإنما تريد لها أن تكون قوية وعنواناً جامعاً لكل أبناء الشعب الفلسطيني".
ودعا إلى ضرورة إطلاق فعاليات ومؤتمرات شعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة وخارج فلسطين لمناهضة صفقة القرن، ومغادرة مسار اتفاقية "أوسلو" للسلام الموقعة في 1993 بين منظمة التحرير و"إسرائيل"، والبحث عن مسار مختلف .
وشدد على ضرورة وقف كافة أشكال التطبيع مع (إسرائيل)، كونه يشكل خطراً كبيراً ويضعف الحالة الفلسطينية، ويشجع الإدارة الأمريكية على الاستمرار في مخططاتها التصفوية لحقوق الشعب الفلسطيني.
وطالب بضرورة وجود تحرك عربي وإسلامي قوي وفاعل لدعم الشعب الفلسطيني، ومواجهة محاولات الالتفاف على حقوقه.
وأضاف أن "حركة حماس سوف تُسخِّر كل إمكانياتها التنظيمية والسياسية والعسكرية والإعلامية والشعبية من أجل دعم الموقف الوطني الرافض لصفقة القرن".
وجدد تأكيد حركته رفض إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة أو دون القطاع، أو التنازل عن مدينة القدس المحتلة أو حق العودة، أو إقامة وطن بديل في الأردن.
ومنذ عام 2007، يسود انقسام سياسي فلسطيني بين "فتح" و"حماس"، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في إنهائه حتى اللحظة.
ويتردد أن صفقة القرن تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة (إسرائيل)، بينها وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.