فلسطين أون لاين

​الصلاة.. الدرع الواقي للجهاز العضلي والحركي

...
غزة/ مريم الشوبكي:

أصبحت آلام الظهر والمفاصل أكثر الأمراض شيوعًا في العصر الحالي، بسبب الضغوط اليومية التي فرضت علينا الجلوس ساعات طويلة قبالة أجهزة الحاسوب وخلف المكاتب، وقيادة بعضٍ السيارات مدة زمنية طويلة.

وللتخفيف من هذه الآلام ينصح الأطباء المرضى الذين يعانون هذه المشاكل والتهابات المفاصل أيضًا بالصلاة وأداء حركات الصلاة، للحصول على الاسترخاء وشد العضلات.

وبين اختصاصي جراحة العظام والمفاصل عبد ربه أبو حشيش أن الصلاة مفيدة للجهاز العضلي والحركي في الجسم، فحركات الوقوف تساعد على تقوية العظام، أما حركات الركوع فتؤدي إلى اطالة عضلات الظهر وتقويتها وتحسين حركات العمود الفقري.

وأوضح د. أبو حشيش لـ"فلسطين" أن رفع اليدين عند الوقوف من الركوع يعمل على تحسين حركة الأطراف العلوية، وحركات السجود تحسن من حركة مفاصل الركبتين والفخذين، والكاحل والأصابع، وتساعد على تمارين إطلالة العضلات.

وأظهرت دراسة أمريكية حديثة أن الحركات التي يقوم بها المسلمون خلال أدائهم الصلوات يوميًّا يمكن أن تخفف الآلام في منطقة أسفل الظهر.

الدراسة أجراها باحثون في جامعة بينغهامتون، ووجد فريق البحث أن السجود يساهم في زيادة مرونة الأربطة في منطقة الظهر، وهو ما يساعد على تجاوز الشعور بالألم.

ووجدوا أن السجود هو الأكثر إجهادًا لمن يعانون آلام أسفل الظهر، لكن بوجود ركبتين سليمتين والانحناء بطريقة صحيحة يقل الشعور بالألم.

وأكد أن أداء الصلاة أفضل علاج طبيعي للجهاز الحركي، وأنه يحمي من الإصابة بدوالي الساقين.

ولفت اختصاصي جراحة العظام والمفاصل إلى أن الصلاة تفيد جسم الإنسان من النواحي العقليّة، وتخفّف من حدّة التوتر والضغط، فهي تحافظ على النفسيّات هادئة ومستقرّة.

وأشار إلى أن الوقوف وثني الجسم عند السجود يعملان على ضخ الدم بقوة إلى الدماغ، وهذا يحسن من ترويته بالدم، ما يساعد على تحسين الذاكرة.

وذكر د. أبو حشيش أن حركات الصلاة تساعد على سريان الشحنات الكهربائية في العظام، ما يساعد في عمليتي الهدم والبناء، ويفيد أيضًا في حماية الجسم ووقايته من أمراض العظام كالروماتيزم، والتهابات المفاصل.

وحذر الذين يعانون مشاكل والتهابات المفاصل من أداء الصلاة جلوسًا على الكرسي، خشية أن يؤدي ذلك إلى ضعف في الأربطة والعضلات، مؤكدًا أن أداء حركات الصلاة ركوعًا وسجودًا يخفف من الألم ويعمل على استرخائها.

وأكد أن الحمل ليس معيقًا عن أداء حركات الصلاة، بل إن أطباء العالم ينصحون الحامل في أشهرها الأخيرة بالقيام بحركات السجود والركوع للمساعدة على تسهيل عملية الولادة، ونزول رأس الجنين في الحوض.

وبين د. أبو حشيش أن الصلاة تعالج القلق والخوف لدى الإنسان المؤمن، يقول (تعالى): "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".