لعل الدعوة التي وجهتها حركة حماس على لسان القيادي صلاح البردويل والتي دعت لتشكيل هيئة عليا لمواجهة صفقة القرن بمشاركة فلسطينية واسعة تشمل غزة والضفة المحتلة وفلسطينيي الشتات وكل حر يقف في مواجهة مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العربية، تمثل خروجا من دائرة المخاوف والتنبؤات والتحليلات إلى دائرة القرار الفلسطيني الموحد المواجهة لصفقة القرن، والبدء بخطوات عملية على الارض.
ولكن ما هي الخطوات التي يجب أن تسبق هذه الدعوة لضمان نجاح عمل هذه الهيئة؟ إن الخطوة الأولى يجب أن نسقط الشرعية عن كل من يفرط بالحقوق الوطنية، ويتمسك بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، ويحرم شعبنا الفلسطيني من حقه في مواجهة الصفقة، ويساهم في ابتلاع الاحتلال للمزيد من الأراضي في الضفة المحتلة من خلال سياسة الضم العنصري.
إن ما أبداه رئيس السلطة محمود عباس من تيه خلال كلمته في القمة العربية الطارئة للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، يصف ما وصلت له قيادة السلطة من غياب الرؤية لمواجهة الاحتلال والضعف تجاه اتخاذ أي قرار خشية من الغضب الأمريكي أولاً، وعدم الرغبة في إعلان السلطة فشلها في تحقيق أي إنجاز لشعبنا الفلسطيني خلال العشرين عاما المنصرمة ثانياً، وتأكيد صوابية منهج المقاومة من جهة ثالثة.. وإن ما طرحه الرئيس من أسئلة كانت لمجرد تلقي الدعم العربي في الانحناء لما تقره أمريكا بحقنا والتذرع بأنه موقف عربي جامع ولذلك يجب اسقاط الشرعية عن السلطة، والتنكر لكل الاتفاقيات التي وقعتها.
أما الخطوة الثانية: فتتمثل في توقيع اتفاق يشمل كل المؤسسات الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني، النقابات، والتجمعات الفكرية، والمراكز والهيئات العامة لا يتم اتخاذ أي قرار بما يخص القضية الفلسطينية إلا بالتشاور معها والدراسة العميقة، وتقوم هي بدورها في انجاز فعاليات توعوية لمواجهة صفقة القرن، وكل ما يصب في صالحها.
الخطوة الثالثة: التوجه لكل حر في العالم، ممن يؤمن بعدالة قضيتنا الفلسطينية لتشكيل مجموعات ضاغطة في دولهم تعمل على رفض دولي واسع لصفقة القرن، وكل ما يصدر عن الولايات المتحدة من قرارات عنصرية لصالح الاحتلال الصهيوني.
الخطوة الرابعة: العمل بكل جهد ممكن لإنجاز ملف الجرائم الصهيونية وتفعيل المطالبة بمقاضاة قادة الاحتلال لانتهاكهم القانون الدولي الإنساني لما يخلق هذا الملف من تعاطف مع الشعب الفلسطيني ورفض للاحتلال ونبذه.
الخطوة الخامسة: الاستمرار في اشعال كل مناطق التواجد الفلسطيني في وجه الاحتلال الغاصب، وعد اشعاره بالأمن والسكينة لما لذلك من دور في ضغط الشارع الاسرائيلي على قيادته لعدم الانجرار خلف أي صفقة ستجعل حياتهم جحيما.
إذا نفذنا هذه الخطوات بشكل متكامل ومتواز حينها فقط سنضمن بإذن الله نجاح مساعي الهيئة ويكون لتكوينها وفعاليتها صدى ونتائج على الأرض لوقف تطبيق صفقة القرن.