أيعقلُ أن يرغب الإنسان أن تُثمر أشجاره دون أن يعتني بها، أو يسقيها بالماء، أو يسيل عرقه وهو يزيل ما علق بها من أعشاب، أو يتابعها باستمرار؟!، دون شك: "لا"، أيعقل أن يرغب الإنسان أن يعيش حياة زوجية سعيدة، يستظل بظل السكينة القادمة من ثناياها، ويستنشق عبيرها، فتغمر روحه وجسده، وتزين حاضره ليمارس ما يحب من طقوس الحياة مع شريك حياته دون منغصات، دون أن يعرف خريطة طريق تحقق لنا السعادة المنشودة؟!، دون شك: "لا".
لماذا "لا"؟
إن الإجابة نجدها عند أحمد شوقي حيث قال: "وما نـيل الـمـطـالب بالتمنـي"، فالرغبة وحدها لا تكفي، فمثلما لا يعقل أن تنمو شجرة دون عناية أحد، السعادة الزوجية لن تتحقق دون أن نعرف أبجدياتها، فأين نجد السعادة الزوجية؟، وما أبجدياتها؟
لو تأملنا القرآن الكريم والسنة النبوية لوجدنا بهما وصايا أشبه بالكنوز، التي لو اتبعناها فلن نضل ولن نشقى، حيث أخبرنا الرسول (عليه الصلاة والسلام) بمعايير تساعدنا على تحقيق السعادة الزوجية قبل خوض غمارها: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه"، وقال للرجل: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس".
وعن أبجديات السعادة في الحياة الزوجية فيمكن القول إنها:
_ الالتزام بأوامر الله فيما يخص الحياة الزوجية أو غيرها.
_النظر إلى الزواج أنه وسيلة وليس غاية، وسيلة تقربنا لله، ونحصن أنفسنا من الحرام، وننشئ بيتًا مسلمًا، وننجب ذرية صالحة تنفع الإسلام والمسلمين، فكما قال أحد الشعراء: (ليس الزواج لشهوةٍ وغريزةٍ إن الزواج تعففّ وطهور).
_احترام كل منهما الآخر وأهله، والسماح للزوجة بزيارة أهلها، والمشاركة في مناسباتهم.
_ حفظ الأسرار ومعالجة الخلافات بهدوء وعقلانية، والتغافل عن الزلات.
_ الحرص على بقاء الثقة المتبادلة، لأن غيابها يولد الشك، والشك أول معاول هدم السعادة.
_تعبير كل منهما للآخر عن حبه واعتزازه به، ومصارحته بكل شيء.
_الثناء المتبادل أمام الناس له أثر إيجابي.
_تفهم الزوجة ظروف زوجها المالية؛ فلا تبالغ في المطالب.
_مساعدة الزوج زوجته في أعمال المنزل، خاصة إن كانت مريضة أو موظفة.
_ ألا يبخل الزوج عن زوجته بأي شيء: لا الأمور المادية ولا المشاعر والكلام الجميل.
_ تفهم الزوج حالة زوجته النفسية ومزاجها المتقلب، خاصة في مدة الدروة الشهرية.
_ تقنين استخدام وسائل التواصل، وعدم الانشغال بها عن شريك الحياة.
_ خلق جو من الابتسامة والمرح يساعد على تقريب القلوب.
_ عدم مقارنة الشريك بأشخاص آخرين.
_ عدم نقل مشاكل العمل إلى داخل البيت.
يبقى تأكيد أن الأفكار التي تصلح لأن تكون نبراسًا يضيء دروب الحياة الزوجية كثيرة، وما علينا إلا أن نبحث عنها كي نعيش حياة زوجية سعيدة.