فلسطين أون لاين

​عباس يغيب عن مناظرات "الشبيبة".. لماذا تخجل "ذراع فتح" من رئيسها؟!

...
الطلبة يريدون نفسا كفاحيا مقاوما غير موجود عند عباس
غزة/ يحيى اليعقوبي:

في الوقت الذي ترفع فيه الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس في المناظرات الانتخابات الطلابية بجامعة بيرزيت صورا لشهداء حركتها وقادتها المؤسسين والحاليين كمؤسسها الشيخ أحمد ياسين ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، تخلو مناظرات الشبيبة الفتحاوية الذراع الطلابية لحركة فتح من أي صورة أو موقف لرئيس السلطة محمود عباس، مكتفية بالظهور بإرثها التاريخي بصور الرئيس الراحل ياسر عرفات والشهيد خليل الوزير، فهل تخجل "الشبيبة" من الظهور بصور عباس أمام جمهور الطلبة؟!

ويفسر مراقبون غياب عباس عن مناظرة "الشبيبة" لما يمثله من مصدر ضعف في الدعاية الانتخابية، فيتجنبون تقديم صورته كواجهة في الدعاية الانتخابية، كموقف تكتيكي من الشبيبة، سرعان ما يتلاشى بعد الدعاية الانتخابية.

موقف تكتيكي

ويقول الكاتب والمحلل السياسي، ساري عرابي: إنها "ليست المرة الأولى التي تأخذ كتلة الشبيبة مسافة تجاه السلطة السياسية وقيادتها، وهذا المشهد متكرر حصل العام الماضي"، مشيرا إلى أن الشبيبة تتصرف ليس لأسباب مبدئية بقدر ما هي دعائية، ما يدلل على أن سياسات السلطة لا تحظى بشعبية في الشارع الفلسطيني.

وأضاف عرابي لصحيفة "فلسطين"، أن حركة "الشبيبة" تدرك أن سياسات السلطة محرجة لها أمام جمهور الطلبة والشارع الفلسطيني، فتحاول الظهور بمظهر نقدي لمواقف السلطة من أجل كسب المزيد أصوات الطلبة، كموقف تكتيكي من الشبيبة لا يعبر عن موقف جذري، سرعان ما يتلاشى بعد الدعاية الانتخابية، وتعود لخطابها الذي ينسجم مع مواقف السلطة.

ولفت عرابي إلى أن السلطة وأجهزة أمنها بالضفة الغربية التي تمول حملات الشبيبة الانتخابية، تستخدم نتائج الانتخابات الطلابية إن كانت لصالحها لتجييرها وتوظيفها سياسيا.

وفسر عرابي لجوء الشبيبة للاستعانة بقيادات حركة فتح الشهداء كخليل الوزير والراحل ياسر عرفات، إلى أن الوزير يعد محل إجماع وطني كونه استشهد إثر عملية اغتيال في الانتفاضة الأولى، ويعد رمزا لكل مقاوم فلسطيني، والرئيس عرفات الذي استشهد في انتفاضة الأقصى، فرغم أن سياساته كانت محل اختلاف بين الفلسطينيين فإن مواقفه النضالية التي دعمت المقاومة قبل وفاته جعلته رمزا فلسطينيا، وهو ما لا تجده برئيس السلطة.

ونبه إلى وجود تناقض "فج" في خطاب الشبيبة الانتخابي كونها تعلن في خطابها رفضها قانون الضمان الاجتماعي على الرغم من أن السلطة هي من شرعته، مردفا: "الشبيبة تجد ما تفتخر به في تاريخها ولا تجد ما تفتخر به في حاضرها".

أما نظيرتها الكتلة الإسلامية، وفق عرابي، فإن لديها أوراق قوة كونها تشكل امتدادًا لفصيل مقاوم حتى اللحظة وهي حركة حماس التي قدمت شهداء في دفاعها المستمر عن القضية الفلسطينية تحديدا في قرية "كوبر" المجاورة لجامعة "بيرزيت" التي خرج منها الشهيد صالح البرغوثي.

ولفت إلى أن قطاع غزة الذي يعد خط مواجهة مع الاحتلال يكسبها أوراق قوة في دعايتها الانتخابية، إذ إن غزة الطرف الوحيد الذي أسند الأسرى في إضرابهم الأخير في سجون الاحتلال.

وأشار إلى أن مجرد الانتماء للكتلة الإسلامية يعد سببا للاستهداف والملاحقة الأمنية من الاحتلال، الذي اقتحم حرم جامعة "بيرزيت" لاعتقال ممثليها، عادا ذلك تدخلا سافرا من الاحتلال بالانتخابات الطلابية، كما أن الكتلة تخدم الطلاب بشكل حقيقي وليس دعائيا.

مصدر ضعف

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف أن الطلبة حينما يناظرون يلجؤون إلى مصادر القوة، وعباس يشكل لهم مصدر ضعف في الدعاية الانتخابية، لذلك يتجنبون تقديم صورته كواجهة في الدعاية الانتخابية.

وقال عساف لصحيفة "فلسطين": إن "الطلبة دائما أكثر حماسا واستعدادا للعطاء والدفاع عن الوطن، لكن عباس يتبنى سياسة المفاوضات والتنسيق الأمني وقمع الحريات فضلا عن الوضع الاقتصادي الفلسطيني المتردي وهو ما تتجنب "الشبيبة" التطرق إليه في دعايتها".

وأضاف أن "الطلبة يريدون نفسا كفاحيا مقاوما غير موجود عند عباس"، مشيرا إلى أن أحد استطلاعات الرأي التي نشرت في الضفة الغربية قبل أسبوع أظهرت أن 11% فقط من المستطلعين يثقون بعباس، وهو ما ينعكس كثيرا على الواقع.