أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، أن جميع الخيارات مفتوحة أمام الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار بعد تلكؤ الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ التفاهمات التي تمت بين فصائل المقاومة والاحتلال برعاية مصرية ودولية منذ أسابيع عدة.
وقال أبو ظريفة لصحيفة "فلسطين"، أن الهيئة الوطنية العليا لا تستبعد إمكانية العودة إلى فعاليات "الإرباك الليلي" وتصعيد فعاليات مسيرة العودة، متهمًا سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعدم الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها ضمن "تفاهمات التهدئة" عقب التصعيد الأخير على قطاع غزة.
وأضاف: "استخدام أدوات المقاومة لا يعني أننا نسعى للتصعيد ولكن نحاول الضغط على الأطراف لتمارس جهودها والضغط على الاحتلال لتنفيذ التفاهمات التي تمت في الأسابيع الماضية".
وتوصلت الفصائل في قطاع غزة، قبل أسابيع برعاية مصرية وأممية إلى تفاهمات مع سلطات الاحتلال بإدخال تسهيلات لغزة ووقف استهداف المتظاهرين والأسرى في سجون الاحتلال مقابل وقف الإرباك الليلي والمسير البحري.
ودعا أبو ظريفة الطرف المصري إلى سرعة التحرك وإجبار دولة الاحتلال الإيفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في إطار "تفاهمات غزة"، مطالبا المجتمع الدولي بممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل تنفيذ التفاهمات وانهاء حصار غزة.
وأضاف: "هذه قضايا لا يمكن التراجع عنها تحت ضغط الشباب الثائر الذي لم يلمس ثمار هذه التفاهمات بشكل جدي على الأرض، خاصة أنه ما زال لديه توجس ومخاوف من تجربة الشهور الماضية، عندما أوقفت أنشطة المقاومة الشعبية دون أن يلتزم الاحتلال".
وحذر من أن تسليط الاحتلال سيف الزمن على الفلسطينيين لعوامل تتعلق بأوضاعه الداخلية واستخدام ورقة الوضع في غزة لن تجدي نفعا في ثني الفلسطينيين عن المطالبة بحقوقهم وعلى رأسها كسر الحصار عن غزة.
ولفت إلى أن خروقات الاحتلال دفعت إلى "دق ناقوس الخطر" بإشعار كل الأطراف بأنه لا يوجد قبول أن تسير الأمور في هكذا اتجاه، ولهذا مطلوب تحرك سريع.
وأكد أنه في حال لم يلتزم الاحتلال بهذه التفاهمات، فإن الأساليب الخشنة لفعاليات مسيرات العودة ستعود مجددًا.
وتتمثل الأساليب الخشنة التي تتحدث عنها الهيئة العليا لمسيرات العودة، في فعاليات الإرباك الليلي والمسير البحري، وغيرها من الوسائل الأخرى.
وينظم الفلسطينيون منذ الـ30 من آذار/ مارس 2018، مسيرات سلمية، قرب السياج الأمني للمطالبة بفك الحصار عن القطاع وبعودة اللاجئين.
وقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 284 مواطنًا، بينهم 11 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد.
وأكد أبو ظريفة أن المسيرات متواصلة ولن تتوقف حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها المسيرة بكسر الحصار والتأكيد على حق العودة ومواجهة صفقة القرن.
ويُشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أكد أن حركته تسلمت من الوفد الأمني المصري في الثاني من أبريل/ نيسان الجاري جدولًا زمنيًّا لتنفيذ العديد من القضايا المتعلقة بتفاهمات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ تسلم حركة حماس جداول زمنية من الوفد المصري لتنفيذ العديد من القضايا، لم يلمس المواطن الغزي أي تقدم على أرض الواقع لتخفيف الحصار الإسرائيلي.