عدّت الفصائل الفلسطينية، أمس، استمرار سياسة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، والتماهي مع مؤامرة "صفقة القرن" الأمريكية، خيانةً للقضية العربية الفلسطينية، وخنجرًا مسمومًا في خاصرة الشعب الفلسطيني.
وأكدت الفصائل خلال وقفة ضد التطبيع و"صفقة القرن" نظمتها حركة الجهاد الإسلامي أمس أمام برج شوا وحصري بمدينة غزة، بحضور لفيف من قيادات الفصائل الوطنية والإسلامية، ضرورة التصدي بقوة لسياسة التطبيع التي تأتي كحاضنة للاحتلال.
وحيت الفصائل الأسرى في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركة "الكرامة 2"؛ للمطالبة بحقوقهم المشروعة، مطالبين بدعمهم ومساندتهم بكل السبل والوسائل.
من جهته، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس د. إسماعيل رضوان، أن التطبيع فصل من فصول "صفقة القرن" يجب مقاومته من الشعوب العربية والتبرؤ منه، لافتًا في الوقت ذاته إلى ضرورة التبرؤ من اتفاقيات "أوسلو".
وشدد رضوان في كلمة له خلال الوقفة على أن كل من يراهن على "صفقة القرن" سيجابه بكل ما أوتي الشعب الفلسطيني من قوة، بالأفعال والأقوال ومسيرة العودة وكسر الحصار والمقاومة.
وحيا الأسرى في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركة الكرامة، مؤكدًا وقوف حركته والمقاومة سندًا لهم.
وأدان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، سياسة التطبيع العربي مع الاحتلال، عادًّا إياها "جريمة ترتكب بحق القضية الفلسطينية والأمة العربية جمعاء، على حساب الحق الفلسطيني ومدنه وقراه وحقوقه الثابتة".
وأكد حبيب خلال الوقفة، أن كل الأمة العربية والإسلامية مستهدفة من الاحتلال الذي زُرع عنوةً وسط الأمة العربية كشجرة خبيثة، موجهًا رسالته للمطبعين بالقول: " إن جريمة التطبيع لن تحمي عروشكم، وإن الحل هو الانحياز لقضايا الأمة العربية والقضية الفلسطينية خاصةً، فإن التطبيع لن يجلب لكم سوى الخزي والعار".
وأضاف أن "التطبيع خيانة لله وللرسول ولأمة الإسلام وللشعب الفلسطيني ومسرى النبي محمد"، مشددًا على أنه يكمل الدور الأمريكي الداعم للاحتلال بكل وسائل القوة العسكرية، من خلال فتح أبواب العواصم العربية أمام العدو، ليأخذ شرعية وجوده على أرض فلسطين على حساب الحقوق الفلسطينية.
حاضنة للاحتلال
أما القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني الثوابتة، عدّ التطبيع "حاضنة وداعمة ومساندة لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، بدليل جملة القرارات التي تشكل في محصلتها "صفقة القرن" المشبوهة"، واصفًا ما يجري بـ"جريمة ترامب الكبرى".
وأوضح الثوابتة أن هذا التطبيع يهدف ليكون الاحتلال وهذه الكتلة السرطانية أمرًا مستساغًا لدى الأمة العربية، حيث باتوا يشاهدون الجريمة على أرض فلسطين ويقبلون فيها وبهذه القرارات، مطالبًا بوقف كل الاتصالات مع الاحتلال، ومقاطعة كل من تسول له نفسه التساوق معه، ومواجهة التطبيع والتصدي له.
وجدد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، رفضه القاطع لسياسة التطبيع و"صفقة القرن" التي عدها ذات مخاطر على الحقوق الفلسطينية ومعبّرة عن سياسة الانبطاح من أنظمة رجعية تحمي سياسة الولايات المتحدة الأمريكية و(إسرائيل).
ودعا أبو ظريفة إلى تشكيل حاضنة عربية عريضة لمحاربة السياسات العدوانية والتصدي لها، وتشكيل موقف جاد يتحلل من كل العلاقات مع من يقدم خدماته للاحتلال الغاصب.
وأشاد القيادي في ألوية الناصر صلاح الدين، أبو مجاهد، بالحملات العربية والدولية التي رفضت التطبيع، وخرجت من كل دول العالم، مؤكدًا أن الأمة العربية ما زال فيها الخير.
ووصف أبو مجاهد التطبيع بالخنجر المسموم في خاصرة الشعب الفلسطيني، داعيًا لمقاومته ورفضه بكل السبل.