تعيش جامعة بيرزيت في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية أجواء مشحونة بالمنافسة والدعاية الانتخابية خلال اللحظات الأخيرة قبيل البدء بانتخابات مجلس الطلبة.
ومن المقرر، بعد غد الأربعاء 17 أبريل/نيسان الجاري، عقد انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، البالغ عددها 51 مقعدًا.
وفي المقابل تسعى سلطات الاحتلال لتعكير أجواء الانتخابات التي تحرص إدارة الجامعة على عقدها سنويًا كإرث يميز الجامعة ويرسخ ممارسة ديمقراطيتها وقيمها، باقتحامها ليلة أمس سكن الطلبة ووضعها المنشورات التحذيرية على أبواب المحال التجارية في البلدة تحذر فيها المواطنين والطلبة من التعامل مع طلبة الكتلة الإسلامية.
وحملت منشورات الاحتلال هذا النص: "هذا المواطن يعمل لمصلحة الكتلة الاسلامية، تعاملك معه يخرب مصالحك ويؤثر على رزقك".
وتتنافس خمس كتل طلابية هي: كتلة الوفاء الإسلامية (حماس)، كتلة اتحاد الطلبة التقدمية (حزب الشعب)، كتلة الشهيد ياسر عرفات (فتح)، كتلة الوحدة الطلابية (الجبهة الديمقراطية)، القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي (الجبهة الشعبية).
بدورها أوضحت الكتلة الإسلامية أن انتهاكات الاحتلال ليست مرتبطة بموعد انتخابات الجامعة، حيث إنها متواصلة طوال العام، إلا أن الاحتلال يركز هجماته ضد كادر وأعضاء الكتلة قبيل الانتخابات بهدف كسر شوكتهم وإرادتهم.
وقال أحد ممثلي الكتلة فضّل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية لـ"فلسطين": "تنوعت أشكال انتهاكات الاحتلال، منها اعتقال قيادات العمل الطلابي، كما حدث مع الطلاب حمزة أبو قرع، توفيق أبو عرقوب وعدي نخلة، باعتقالهم في 26 مارس الماضي بعد اقتحام حرم الجامعة".
وأضاف: "كما تداهم قوات الاحتلال بيوت وسكن طلاب وطالبات الجامعة وتهددهم، وتصدر قرارات إبعاد بحقهم، كما حدث مع الطالبتين علا طوطح وسائدة زعارير في 16 مارس الماضي وهما من أعضاء مجلس الطلبة، عدا عن تهديد المحال التجارية والمطابع والمكتبات إذا ما تعاطوا أو تعاملوا مع الكتلة والمساعدة في طباعة موادها الدعائية- وفق قوله.
وأكد أنه رغم تشديد الخناق على كوادر الكتلة قبيل الانتخابات في كل عام، فإن هذه الانتهاكات والاجراءات لم ولن تضعفهم وتثنيهم عن خدمة الطلبة، مضيفًا: "ذلك مثبت بالتجربة خلال الأعوام الأربعة الماضية التي فازت فيها".
تبادل الأدوار
الناشط المختص في الشأن الفلسطيني ياسين عز الدين يرى أن إجراءات الاحتلال تكون بالتكامل مع إجراءات السلطة الفلسطينية ضد الكتلة، حيث يوجد تكامل وتوزيع أدوار بين الطرفين، كما قال.
وأكد عز الدين خلال حديثه لـ"فلسطين" أن الاحتلال ينفذ حملات اعتقال وملاحقة لشباب الكتلة باستمرار، وتزداد وتيرتها مع اقتراب الانتخابات.
وأفاد بأن مخابرات الاحتلال لجأت خلال العام الأخير لتكثيف مداهمات السكن والاتصالات الهاتفية وتهديد طلاب الجامعة مباشرة والاستدعاءات وصولًا إلى سياسة الإبعاد عن الجامعة.
وقال إن "الهدف من هذه الانتهاكات هو تخويف أبناء وبنات الكتلة في محاولة لمنعهم من المشاركة الفاعلة في الحملات الانتخابية، بالإضافة لتخويف الطلبة العاديين من التعامل مع الكتلة، الأمر الذي سينعكس سلبًا على نتيجة الانتخابات"، مشيرًا إلى أن هذه السياسة نجحت في جامعة الخليل، حيث كان لها دور بالتأثير على النتيجة.
ولفت إلى أن الاحتلال لم ينجح في تعميم ثقافة الخوف في جامعة بيرزيت.
وحول مدى تأثير هذه الانتهاكات على مجريات الانتخابات قال عز الدين: "الأمر الآن يعتمد على شباب وبنات الكتلة، هل سيخافون ويتراجعون أمام الضغوطات أم يستمرون بالتحدي والنشاط والهمة العالية؟".