بالرصاص وقنابل الغاز، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا طلبة مدرسة الخليل الأساسية جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وهم وقوف في طابور الصباح المدرسي، ما أدى لإصابة العشرات منهم ومدرسيهم، في مشهد يتكرر في مدن الضفة دون رادع.
الناشط في التجمع الشبابي ضد الاستيطان مراد عمرو، أكد تصاعد وتيرة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بحق أهالي المدينة، خصوصًا بعد القرار الإسرائيلي طرد بعثة التواجد الدولي.
وقال عمرو لصحيفة "فلسطين": في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها المنطقة، وقرارات الإدارة الأمريكية وسياسة رئيسها دونالد ترامب المجحفة بحق القضية الفلسطينية، بات المستوطن يعتدي على الأهالي دون خشية من أحد أو رادع.
ونبّه إلى أن الاحتلال يمارس اعتداءات يومية بحق طلبة المدارس خصوصًا في المنطقة الجنوبية للمدينة، متابعًا: "بلغ الأمر اعتقال أطفال من داخل مدارسهم، والاعتداء على النساء في الشوارع في انتهاك واضح لحقوق الإنسان".
وأوضح أن الاحتلال يمارس سياسية الفصل العنصري من خلال الحواجز التي يقيمها في أنحاء المدينة، بهدف خنق المواطنين ومن ثم تهجيرهم قسريًّا.
ولفت إلى أن التجمع الشبابي ضد الاستيطان يركز جهوده في الداخل والخارج بالتواصل مع المؤسسات الحقوقية الدولية من أجل وضع حد لهذه الاعتداءات.
بدوره، قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة: "ليس غريبًا على هذا الاحتلال اعتداءاته وتضييقه على المواطنين والمساس بحياتهم اليومية؛ لأن سياسة حكوماته المتعاقبةقائمة على ذلك حتى الوصول لإنهاء حق الفلسطينيين في الوجود على هذه الأرض".
وأوضح أبو سنينة لـ"فلسطين" أنه خلال الفترة الأخيرة أصبح الوضع لا يطاق، حيث زاد تغول الاحتلال على الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده خصوصًا الخليل، مشيرًا إلى أن تلك الاعتداءات تأتي في سياق الدعاية الانتخابية الإسرائيلية، ومن جهة أخرى لعدم وجود جهات دولية توثق هذه الجرائم.
وحول الحواجز والعراقيل التي يقيد بها الاحتلال حركة المواطنين، أفاد بأن البلدية تعمل على تأهيل البنية التحتية في شوارع المناطق المغلقة كنوع من تعزيز صمود الأهالي، مستدركًا: "إلا أن الاحتلال لا يحترم حرية التنقل والحياة التي تعد حقًّا مكفولًا في القانون الدولي".
وحذر أبو سنينة المجتمع الدولي من استمرار جرائم الاحتلال واعتداءاته التي لا يمكن قبولها البتة، حيث يوجد 400 مستوطن يحرسهم 2000 جندي داخل المحافظة، ما قد يؤدي لانتفاض الأهالي، مشددًا على ضرورة توفير حماية دولية وإلزام الاحتلال بتطبيق الاتفاقيات والتفاهمات التي أوجدت مراقبين دوليين.
وكان مدير المدرسة عدنان دعنا قد تفاجأ من الاعتداء الغاشم على عشرات الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية الذي أدى لإصابتهم بحالات اختناق شديد، ونقلهم للمستشفى.
وقال دعنا في تصريحات صحفية أمس: إن الاحتلال ومستوطنيه ينكلون بطلبة المدرسة أثناء قدومهم ومغادرتهم من خلال التفتيش عبر الحواجز، وها هم اليوم يعتدون عليهم أثناء تواجدهم داخل المدرسة.
ولفت إلى أن أكثر من 11 مدرسة داخل محافظة الخليل تعاني من اعتداءات الاحتلال المتكررة بحق الطلبة والهيئة التدريسية.