تحظى صلة الأرحام في الإسلام بمكانةٍ عظيمةٍ لما لها من دورٍ في تأليف القلوب، حتى إن بعض طقوسها وضوابطها وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، إلى درجة أن صلة الأرحام سبب في البركة في الرزق وإطالة العمر، وأن من أعظم أوجه صلة الأرحام بين الناس هي الزيارات الاجتماعية.
سنتطرق إلى الآداب الواجب اتباعها قبل الزيارة وفي أثنائها وبعدها.
أولًا: آداب ما قبل الزيارة:
١_ التنسيق مع من ننوي زيارته، خشية أن يكون مشغولًا فنفسد عليه وقته وراحته، خاصة أننا في عالم تتوافر فيه وسائل الاتصال، ويفضل أن يكون الاتصال قبل 24 ساعة على الأقل.
2_ اختيار هدية مناسبة، حاول أن تكون الهدية نقدية، خاصة لو كانت أمور أهل البيت المالية بسيطة.
3_ طرق الباب مرة أو مرتين دون ضجيج، والانتظار حتى يُفتح الباب، ولا تدخل البيت قبل الاستئذان من أهله.
4_ لا تدخل بالحذاءين إلى البيت، خاصة البيوت المفروشة بالسجاد النظيف؛ فربما كانا متسخين؛ فينزعج أهل البيت.
ثانيًا: آداب الزيارة في أثنائها:
١_ التسليم على أهل البيت بحرارة تنم عن اعتزازك بهم.
٢_ الدعاء لأهل البيت بالخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
٣_ عدم التطرق إلى موضوعات قد تثير خلافات مع أهل البيت.
٤_ الحديث في موضوعات مفيدة دينية اجتماعية تربوية.
٥_ عدم الإطالة في الزيارة؛ فربما يكون أهل البيت ملتزمين بموعدٍ آخر مع آناسٍ آخرين.
٦_ عدم التدخل في شؤون البيت، مثل مكان وضع الأثاث.
٧_ التقاط صورة تذكارية بعد استئذان أهل البيت.
8_ حاول ألا تدخن، خاصة إن كان صاحب البيت غير مدخن.
9 _لا تكن فضوليًّا ولا تسأل عن أمور خاصة.
10_لا تطلب طعامًا ولا تأكل قبل أن يأذن لك صاحب البيت.
11_ اجلس في مكان لا يكون كاشفًا لباقي مكونات البيت، ولا يعيق حركة أهله.
ثالثًا: آداب ما بعد الزيارة:
١_ إرسال رسالة لأهل البيت على الجوال أو (فيس بوك) أو الاتصال المباشر تشكرهم فيها على حسن الاستقبال والضيافة، مع تمنياتك لهم بالصحة والعافية.
٢_ لا تذكر ما رأيته في البيت إلا بالخير، ولا تنس الثناء أمام الآخرين على حسن استقبالهم لك وضيافتهم.
٣_ غض النظر عما بدر منهم من تقصير، أو لو لم تكن الضيافة على قدر ما تتوقعه؛ فربما "لم يكن بالإمكان أفضل مما كان".
وإن كان ما سبق مطلوبًا من الزائر؛ فإن على المزور آدابًا يجب التحلي بها:
لبس أجمل الثياب لاستقبال الضيوف، والترحيب بهم والبشاشة في وجوههم، وعدم التذمر من سلوك أطفالهم، ومشاركتهم في الحديث وعدم البقاء صامتًا؛ كي لا يشعر الزائر بأنه غير مرحب به، وعدم التكلف في تقديم الضيافة، لا تجبره على تناول الطعام أو الشراب، دعه يشعر بالأريحية في بيتك وكأنه في بيته.
وحين انتهاء الزيارة حاول أن تعطي ضيفك هدية، وودعه إلى نقطة المواصلات، وبعد وقت قليل اتصل به لتطمئن أنه نه وصل بسلام، أرسل رسالة على الجوال أو وسائل التواصل الاجتماعي للضيف بعد انتهاء الزيارة تشكره، وتعبر له عن سعادتك بالزيارة، وتؤكد له أنك ستزوره عما قريب، وكن على يقين أن هذه اللمسات الفنية البسيطة لها أثر عميق في قلوب الناس.