فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

عائلات محاصرة تستغيث.. الإعلام الحكومي: الاحتلال شرع بارتكاب جرائم بحق تجمعات النازحين في خانيونس

"كمائن وتفجير عبوات".. القسام تبث لقطات لعمليات استهدفت بها جنود ومستوطنين بطولكرم (شاهد)

خلال 24 ساعة فقط.. الحوثيون: استئناف العمل في ميناء الحديدة بعد تعرضه لقصف إسرائيلي

الإعلام العبري: أسير محرر يغتال ضابطاً إسرائيلياً في قلب مستوطنةٍ قرب القدس.. هكذا جرت العملية !

من مسافة الصفر.. القسام تنشر تفاصيل "ملحميَّة" لإيقاع قوتين "إسرائيليتين" في "كمين" غربي رفح

"كابوسًا سيبرانيًا".. "هآرتس" تكشف: حماس تملك قاعدة بيانات "خطيرة" لآلاف الجنود وعائلاتهم

استشهاد لاعب نادي خدمات رفح السابق في غارة صهيونية

حماس تُطالب المجتمع الدّولي بضرورة التّحرك العاجل لوقف مسلسل القتل الصّهيوني ضدّ شعبنا

عقب ارتقاء الإعلامي حيدر المصدر.. ارتفاع عدد الشهداء الصّحفيين إلى 163 منذ 7 أكتوبر

الصحة بغزة: حصيلة ضحايا العدوان "الإسرائيلي" تتجاوز 39 ألف شهيد

​72 وحدة دم لم تسعف حبيب المصري من رصاصتين متفجرتين

...
غزة- مريم الشوبكي:


غزة/ مريم الشوبكي:

يجلس عمر البالغ عامين ونصف العام تحت صورة كبيرة لوالده الشهيد حبيب المصري؛ معلقة على جدار بيته في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة؛ يلعب بالرمال مع شقيقته، يستأنس بوجه أبيه بعدما غيبه جيش الاحتلال الإسرائيلي عنهم إلى الأبد.

لقد أصبح ذلك المكان المفضل لعمر وشقيقته، بعد استشهاد والدهما برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام.

حبيب المصري استشهد فجر الأحد الموافق 24 آذار (مارس) الماضي، أي قبل أسبوع من الذكرى الأولى لمسيرة العودة وكسر الحصار (مليونية العودة)، إذ أصيب في أثناء مشاركته في فعاليات الإرباك الليلي، التي تقام في موقع أبو صفية شرق بلدة بيت حانون.

في غرفة الإنعاش وضع حبيب المصري لإعادة الحياة إلى قلبه بعدما أصابته رصاصة قناص أضعفت نبضاته، فجأة تسارعت، استغرب الطبيب ناظرًا إلى باب الغرفة ليجد أمه تقف باكية تناجي ربها لإنقاذ فلذة كبدها.

كانت هذه الدقات تنذر بوداع حبيب لوالدته، وما هي إلا دقائق قضتها الأم في ركعتي صلاة الفجر حتى سلم الروح إلى بارئها، وانفطر قلب فدوى المصري على فراق أول فرحة استقبلتها في حياتها.

بالورد والرياحين والحلوى والزغاريد زف حبيب إلى الجنان كما أوصى، ودعته زوجته وطفلاه الوداع الأخير.

تقول والدة الشهيد لـ"فلسطين": "أصيب حبيب برصاصتين: واحدة اخترقت كتفه لتستقر في قلبه، والأخرى في جانبه الأيسر فتتت أحشاءه، ما استدعى نقل 72 وحدة دم له".

وتضيف: "في مشوار حياته نجا أكثر من مرة من موت محتم نتيجة عدة حوادث خطيرة، وبسببها فقد الذاكرة 15 يومًا، ليكتب له الله الشهادة في أثناء مشاركته في فعاليات مسيرات العودة".

في أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014م، هدم جيش الاحتلال منزله، فسكن في كرفان مع والدته، حتى ضاق بهما المكان وأقام لها خيمة بجواره لتسكن مع إخوته، ممازحًا إياها: "سيأتي يوم وسيبنى البيت وستسكنين فيه، بعدها سأستشهد".

وبالفعل تحققت نبوءته لتستقر عائلته في البيت ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع خرجت منه جنازته التي تخيلتها والدته قبل ستة أشهر من استشهاده، ورأت فيها حبيب مسجى محمولًا على الأكتاف.

ويجمع 24 أخًا و16 أختًا (رزقهم والده حمزة من خمس زيجات) على حب "حبيب" لشهامته ومروءته معهم، ويتسابقون في ذكر مناقب أخيهم ومواقفه البطولية وخدماته لأصدقائه وجيرانه.

يقول حمزة شقيق الشهيد: "إن روحانيته كانت عالية، وكان يتمنى أن يؤدي شعائر العمرة، فما كان مني إلا أن أحقق له أمنيته وأنشر على "فيس بوك": "من يتابعني وذاهب إلى العمرة فليؤدها عن حبيب"، وبالفعل ثمانية أشخاص أدوا العمرة عنه".

ويضيف حمزة لـ"فلسطين": "في يوم ما جلسنا نتحدث عما يرغب كل واحد منا في فعله بقيمة تعويضات الأضرار التي ستصرف بدلًا من البيت المقصوف؛ كان الجميع يتحدث عن بناء بيت أو شراء بيت ما، إلا حبيب أسكتهم بقوله: (الجميع تحدث عن أمور دنيوية، ونسيتم أن تسجلوا لأمي لأداء مناسك الحج)".

وتروي إحدى شقيقاته موقفًا جمعها بـحبيب: "خضعت لعملية زراعة أجنة وأقسم أن يكون أول المهنئين لي بنجاحها، وبالفعل أول من دق بابي كان حبيب والفرحة لم تكن تسعه".

وتواصل باكية: "أفتقد وجود حبيب بيننا، لم يحابِ شقيقاته من والدته علينا ولم يفرق بيننا وبينهن، وكان يمتعض أن يسأله أحد عن إخوته: أمن والدته أم من زوجات أبيه؟، في كل مناسبة لنا كان أول واحد نجده بالقرب منا، روحه ما زالت بيننا، لم يتركنا".

وتتابع: "كان حبيب يفدي أي عزيز على قلبه بروحه، ويأتي على نفسه من أجل الآخرين، أصيب صديقه بمرض السحايا، ومنع الأطباء أي شخص من الاقتراب منه تحسبًا من انتقال العدوى إليه، ولكنه رفض ذلك وبقي بجواره صديقه يطعمه ويتفقد أحواله حتى تعافى".