لا شك بأن ما وصلت إليه الحركة الأسيرة من خبرة طويلة توارثتها عبر عقود طويلة وتجارب كثيرة في هذا المضمار أهلها لتكون قادرة على اتخاذ قرار الإضراب في التوقيت المناسب والطريقة المناسبة، لذلك فإنهم وبمنهجية جماعية في التفكير يسلكون الخطوات المطلوبة وبعد استنفاد كل ما يمكن عمله للوصول إلى المطالب والأهداف بتجنيب الأسرى دخول هذه المعركة، وبعد أن تصل الأمور إلى طريق مسدود توصد أبوابه سلطة الاحتلال ممثلة بالاستخبارات وإدارة السجون، وبعيدا عن الانفعال وردات الفعل غير المحسوبة، يتداول قادة الفصائل الآراء بعد أن يعود كل منهم إلى قاعدته ويناقشها ليصلوا إلى قرار جماعي بامتياز، لأن المسألة حياة أو موت، قد يدفع أسرى أرواحهم وقد تدفع الحركة الأسيرة بمجملها حياتها الكريمة إن تقاعست أو فشلت في ادارة المعركة ادارة صحيحة، فمتطلبات الإضراب تبدأ بالطرق الصحيحة في اتخاذ قرار الإضراب ثم تحديد المطالب والأهداف ثم اتباع خطوات الحوار والمراسلات المطلوبة واستنفاذها جميعها ثم التواصل مع الخارج بكل مستوياته وترتيب الشأن الإعلامي وتفعيل الجبهة الداخلية وحركة التضامن الدولي.
والمطلوب خارج السجن الخروج هذه المرة عن المعتاد، لأن حالة الهجوم والقمع غير المسبوق، وضرب الأسرى في كرامتهم والمساس بكل حقوقهم واعلان سلطات الاحتلال عن ذلك بكل غطرسة وعنجهية وسادية وكأن أسرانا مقطوعون من شجرة ولا سند لهم ولا ظهير، المطلوب هذه المرة التحرك فورا على كل الصعد ومن أول يوم للإضراب وعدم الانتظار حتى ينهك الأسرى ويصلوا حافة الموت..