"مع #إيواء كل خراب سيعمر"، بهذه التغريدة الإلكترونية القصيرة افتتح الشاب "يحيى ارحيم" مشاركته في حملة إلكترونية تحمل وسم (هاشتاق) #إيواء، تدعو لترميم وإعادة بناء بيوت أهالي مدينة القدس المحتلة وأبناء قطاع غزة.
وتهدف الحملة، التي انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى إظهار حجم معاناة المقدسيين والغزيين الناتجة عن سياسات الاحتلال التدميرية، وتسعى أيضًا لدعم صمود المقدسيين ليتمكنوا من البقاء في منازلهم وممتلكاتهم التجارية في وجه الممارسات الإسرائيلية الرامية لتهجيرهم بأساليب متعددة سواء بالإغراءات المالية أو عنوة.
وتشرف على حملة #إيواء الإلكترونية لجنة فلسطين الخيرية بالكويت، التابعة للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
وقالت رئيسة اللجنة منيرة السنان: إن "القضية الفلسطينية قضية عقيدة، والعالم الإسلامي جميعًا، وهناك تفاعل كبير معها من قبل الخليجيين".
وتعرّض قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ قرابة العشر سنوات، إلى اعتداءات عسكرية متعددة كانت أبرزها ثلاث حروب استمرت في مجموع عدد أيامها لقرابة 80 يومًا، وقد خلفت تدميرًا واسعًا في البنية التحتية وفي آلاف الوحدات السكنية.
بالكلمات والصور
وخلال الساعات الأولى لانطلاقة "#إيواء" غرد مئات النشطاء الفلسطينيين والعرب وشخصيات سياسية وعامة ودعاة دعمًا للحملة الإلكترونية الساعية خلال مرحلتها الأولى إلى جمع ما لا يقل عن 800 ألف دولار.
وقد تنوعت المشاركات في الوسم، فلم تقتصر على التغريدات القصيرة وتجاوزتها إلى نشر صور تظهر أوضاع حياة السكان الفلسطينيين في غزة والقدس، وكذلك مقاطع فيديو وإحصائيات حول ذات الفكرة.
الداعية المعروف محمد العوضي, دعا على حسابه على "تويتر" إلى التبرع لصالح المشروع، قائلا: "أدعوكم للتبرع لها ونشرها.. حملة إيواء الخيرية لترميم بيوت الأسر الفقيرة لأهلنا في أرض الإسراء"، بينما قال الدكتور طارق سويدان: "التبرع لإيواء ينطلق من واجبنا تجاه قلب الأمة فلسطين ودعمًا لثبات أهلها الصامدين".
وغرد الناشط الكويتي "نور الرشيدي" بالقول: "في غزة بيوت من صفيح لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء"، خاتما تغريدته بوسم #إيواء، ثم أضاف: "في أرض الإسراء يريدون اقتلاع جذورهم وبعطائكم ندعم صمودهم".
وفي ذات السياق كتبت الشابة "رنا كنعان" على صفحتها على موقع "فيسبوك": "رمم بيتًا يسكنه عجوز يمشي إلى الأقصى خمس مرات في اليوم، رمم حائطًا خلفه أرملة وأيتامها تخاف أن يسقط عليهم".
وأكّد "صهيب غنيم" أن عام ٢٠١٦ يُعدّ عامًا قياسيًا في عمليات هدم المنازل والمنشآت في القدس.
أما "مهند العدنان" فتساءل في تغريدته: "هل جربت أن تكون من غير مأوى في هذا الشتاء البارد؟ هل فكرت للحظة لو أن طفلك أو طفلتك لم تجد ما يدفئ جسدها النحيل؟ هل جربت شعور العجز عن توفير أي شيء قد يساعد في شعور عائلتك بالدفء؟ كل هذا وأكثر يشعر به أهلنا في القدس وغزة".
ونشر "مازن أبو خاطر" صورة لطفل مقدسي يجلس على أعتاب منزله الذي دمرته الجرافات الإسرائيلية في أحد أحياء مدينة القدس المحتلة, والجنود المسلحون منتشرون في المكان، وكذلك نشر صورة أخرى توثق حجم الدمار الذي أصاب غزة خلال السنوات الماضية.
الشاب الأردني "سلمان دعس" قال: "٣٢٠٠٠ أُسرة فلسطينية تعرضت منازلها للهدم خلال الحرب الأخيرة على غزة الحبيبة، بعد نحو شهرين من الحرب المتواصلة.. ادعمهم.. كن معهم.. لا تتهاون في إضافة ولو دينارًا أو درهمًا واحدًا لرفع قيمة التبرع في #إيواء".
وعبرت "صفاء اسليم" عن شكرها لأبطال القدس وغزة، قائلة: "كل التقدير للذين نذروا أعمارهم لحماية المسرى، للذين ينفقون أوقاتهم لبقاء الأقصى يدافعون طوفان الصهاينة عن بوابات الأمة، كل التقدير للذين يرممون بيوت المرابطين الذين انهدمت بيوتهم".