يعيش اللاجئون الفلسطينيون الهاربون من جحيم الحرب السورية إلى قطاع غزة، معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم بين مرارة اللجوء وتجاهل الجهات الرسمية.
وتصيب المعاناة تفاصيل الحياة اليومية للاجئين، المتمثلة في تأمين قوت يومهم وحاجتهم للمسكن والتعليم والعلاج وغيرها من الحاجات الأساسية.
واضطرت عائلة السيدة كاملة أبو شقيم (53 عاما) للجوء إلى غزة، بعد قضاء نحو 30 سنة في سوريا، عاشتها العائلة المكونة من تسعة أفراد، حياة هانئة ومستقرة.
أبو شقيم بعد أن استقر بها الحال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وجدت ترحيبا كبيرا واستقبالا جيدا بداية الأمر، لكنها سرعان ما تلاشت مرحلة الترحيب وأصبحت حياتها كحياة المحاصرين في غزة؛ بل أسوأ حالا.
وتفتقر العائلة للسكن والعمل، وفق أبو شقيم، التي قالت في حديثها لصحيفة "فلسطين": "الوضع هنا مأساوي، ووضعنا نحن كلاجئين أكثر مأساوية، لأننا لا نملك بيوتا أو عملا، أو دعما من أي جهة كانت".
وتابعت: "بداية الأمر تكفلت حكومة رئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية بتشغيل فرد من العائلة مقابل نحو 200 دولار شهريا، لمدة أربع سنوات، لكن ذلك الأمر انتهى عندما تقلدت حكومة الحمد الله الأمور"، مطالبة بضرورة حل مشكلة الإسكان، من خلال مشاريع الإسكان القائمة في القطاع.
وأوضحت أبو شقيم أن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين تكفلت بدفع مبالغ بدل إيجار، لكنها غير منتظمة، داعية كافة الجهات المعنية للوقوف عند مسئولياتها تجاه معاناتهم.
ولا يختلف حال غسان أبو الحصين (42 عاما) عن سابقته كثيرا، فهو الآخر اتهم جميع الجهات المسئولة والمعنية بالتقصير دون استثناء، وقال في حديثه لصحيفة "فلسطين": "تلقينا وعودا بتحسين أوضاعنا من جهات عديدة، أبرزها حكومة الحمد الله ومنظمة التحرير، والتي بدورها تتجاهل معاناتنا اليوم وتحاول قتل قضيتنا بتحويلها من لجنة إلى لجنة أخرى".
وقال أبو الحصين الذي يعيل ستة أفراد ويسكن منزلا مؤجرا في رفح، أحدهم طالب يدرس في جامعة الأزهر بغزة: "نعيش أوضاعا مأساوية، في ظل عدم القدرة على توفير مصاريف طلبة الجامعة والمدارس".
وتابع: "الوضع من سيئ إلى أسوأ، الديون تراكمت علينا، فمنذ مجيئنا لغزة عام 2011 صرفنا ما معنا من أموال، ومنذ ذلك الحين نكابد الظروف الصعبة"، مشيرا إلى أن نحو 400 لاجئ من سوريا واليمن وليبيا في غزة يعانون الأمرين في ظل تجاهل معاناتهم.
وطالب أبو الحصين منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وحكومة الحمد الله بالعمل على حل أزمتهم وتوفير مساكن وعمل، للتخفيف من وطأة الظروف الصعبة عليهم.
أوضاع صعبة
بدوره، أوضح مسئول لجنة متابعة شؤون اللاجئين من سوريا إلى غزة، عمر عودة (60 عاما)، أن أعداد اللاجئين من سوريا إلى غزة تقلصت من 360 عائلة سجلت عام 2013 إلى 172 عائلة، جراء سفر وهجرة كثير من العائلات للدول العربية ومنها لأوروبا.
وأشار عودة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن العائلات تعيش ظروفا معيشية صعبة، قائلا: "لم يُقدم لهم الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة، ويسكنون بيوتا مؤجرة".
ولفت عودة إلى أن عددا من اللاجئين لا يحملون وثائق لجوء، الأمر الذي يصعب حصولهم على مساعدات من بعض الجهات خصوصا وكالة الغوث، مطالبا الوكالة بضرورة توفير الحد الأدنى اللازم للعيش بكرامة، والالتزام بدفع مبالغ بدل إيجار بشكل دوري ومنتظم.