لم ينتظر الحاج منصور حمدان (67 عامًا) الحافلات التي تقل المتظاهرين من أقصى غرب مدينة خان يونس إلى شرقها لمخيم العودة وكسر الحصار ببلدة خزاعة قرب السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة 1948، حتى استقل "توكتوك" ابنه ليوصله إلى المخيم قبل ساعات من بدء الفعاليات.
وصل حمدان برفقة أبنائه وأحفاده إلى مخيم العودة شرق مدينة خان يونس، وكعادته المنتظمة في المشاركة في فعاليات المسيرة، انضم لمئات الآلاف الذين احتشدوا بعائلاتهم ومختلف فئاتهم قرب السياج الفاصل في مخيمات العودة، رافعين الأعلام الفلسطينية، وشعارات مطالبة بحق العودة.
ويقول حمدان لصحيفة "فلسطين" التي التقته في مخيم العودة: "بهذا اليوم يكون قد مضى على مشاركتي في مسيرة العودة وكسر الحصار عام كامل ودخلنا في العام الثاني، وأنا مصمم على الاستمرار في المشاركة حتى تحقيق جميع الأهداف الفلسطينية".
ويضيف حمدان: "مشاركتي أنا كرجل مسن مهمة للغاية، في ترسيخ حب الأرض لأحفادي وزرع أهمية الأرض في قلوبهم، من خلال المشاركة دائمًا في المسيرات الوطنية والمناسبات التي يتم فيها التذكير باستمرار الاحتلال للأرض الفلسطينية".
ويتابع: "منذ الصباح كنا متجهزين للمشاركة في مسيرة العودة، وجميع أفراد العائلة أصروا على الذهاب إلى مخيم العودة، ولم ننتظر الحافلات التي تنقل الناس، بل صعدنا بتوكتوك ابني الكبير وأوصلنا إلى خزاعة ككل جمعة".
ويوضح حمدان أنه تفاجئ بحجم المشاركة الكبيرة من قبل الجماهير، والعائلات الفلسطينية بأكملها، فلم يكن هناك متسع في مخيم العودة شرق مدينة خان يونس الذي تتجاوز مساحته الإجمالية أكثر من 2 كيلو متر مربع.
وليس ببعيد عن الحاج حمدان، تواجد الثمانيني محمود أبو دياب، متوشحًا باللباس الفلسطيني التراثي، وسيفه وخنجر على خصره، مصطحبًا عدد من أحفاده إلى مخيم العودة شرق خان يونس.
ومنذ اللحظات الأولى لوصول أبو دياب إلى مخيم العودة، أشعل النار لإعداد القهوة، أمام خيمة تم تجهيزهًا لإحياء يوم الأرض، وبمناسبة مرور عام كامل على مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار.
وأمام خيمة أبو دياب التف مئات المشاركين في "مليونية الأرض والعودة"، في الساعات الأولى لها، وقبل بدء فعالياتها الرسمية، إذ شدهم اللباس الفلسطيني القديم، والخنجر والسيف، الذي التقطوا صورًا تذكارية معهما، مع تناول القهوة.
وأمام الخيمة التي يتواجد بها أبو دياب وعدد من كبار السن، تحولات لأحد الفعاليات التراثية ليوم الأرض ومليونية العودة بشكل عفوي، إذ بدأ الشبان بإعداد صف للدحية، وترديد الأناشيد الفلسطينية الوطنية.
وخلال فعالية الشبان، وصل إلى الخيمة قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار برفقة وفد من الحركة، إذ تفاعل معه الشبان، وبدؤوا بالتسليم عليه، ومحاولات التقاط صورًا معه.
السنوار تفاعل كذلك، مع سيف أبو دياب التراثي، إذ اصطف إلى جنب الحاج الثمانيني برفقة عدد من كبار السن المشاركين في الفعاليات، وأخذ منه السيف ورفعه في السماء في إشارة للتمسك بالمقاومة.
ويقول أبو دياب: إن المشاركة في فعاليات يوم الأرض هي مسؤولية وطنية، كون هذا اليوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني، وفيه دلالة على رفضه للاستيطان والتهويد ضد أراضيه.
ويضيف أبو دياب: "الجماهير الكبيرة التي شاركت اليوم في يوم الأرض ومسيرة العودة أوصلت رسالة للاحتلال أولًا ثم للعالم أجمع بأن الفلسطينيين يواصلون نضالهم ضد الاحتلال حتى حصولهم على جميع حقوقهم المشروعة".