فلسطين أون لاين

​مليونية "الأرض والعودة" تربك الساحة الإسرائيلية سياسيًّا وعسكريًّا

...
صورة أرشيفية
الناصرة-غزة/ أحمد المصري:

شكلت مليونية "الأرض والعودة" والتي جاءت بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض الـ43، ودخول مسيرة العودة وكسر الحصار عامها الثاني، إرباكًا وقلقًـا سياسيًّا وعسكريًّا في الساحة الإسرائيلية.

ووافق، أمس، ذكرى يوم الأرض، الذى تعود أحداثه 30 مارس/ آذار لعام 1976 بعد أن قامت سلطات الاحتلال بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي المواطنين داخل الأراضي المحتلة عام 1948م، ليقابلها الفلسطينيون بإضراب عام ومسيرات ومواجهات مع جنود الاحتلال، أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

وأحيا الفلسطينيون في الداخل والخارج ذكرى يوم الأرض، وسط تأكيدات على تمسكهم بأرضهم وأحقية عودتهم لديارهم التي هجروا منهم قسرًا.

وقال النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي، عباس زكور، إن الرؤية الإسرائيلية السياسية والأمنية نحو الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم يحتشدون في إحياء ذكرى يوم الأرض "أمرٌ لا يمر جزافًا".

وأوضح زكور لصحيفة "فلسطين"، أن مشاركة الجماهير الفلسطينية في إحياء المناسبة الوطنية، أثبتت دون أدنى شك أنها أحدثت إرباكًا وقلقًا داخل المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية، وهناك خشية من ردود فعل وأحداث.

واستدل بشاهد "حي قريب" وذلك بإحاطة قوات مهولة من جنود الاحتلال وشرطته، لمسيرة بلدة "طنطور" الحاشدة في الداخل المحتل، أمس، وإغلاقها لكل المنافذ والطرق، ومحاولة ترهيب المشاركين فيها.

وأكد النائب العربي السابق أنّ الحشد الفلسطيني أمر مقلق جدًّا للاحتلال ومؤسساته، وذلك في ظل رغبته الدؤوبة لاستمرار سياسته ونهجه في الاستيلاء على الأرض، إضافة إلى قطع الفلسطيني عن تاريخه وأرضه، وإيهام المجتمع الدولي أنّ مصادرته للأراضي خاصة بالغائبين، وأن خطواته قانونية.

ولفت زكور إلى أن الفلسطينيين يعملون في ظل حالة الاحتشاد على التأكيد على بقاء قضيتهم، والتأثير بصورة أو أخرى توضيح مدى الظلم الواقع عليهم، وتغول الاحتلال على حقوقهم وأرضهم.

وباتت ذكرى يوم الأرض محطة سنوية، لإحياء ذكراها، وقد أطلق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضمن اليوم الأول لذكراها العام الماضي، مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، والتي ما زالت مستمرة حتى اللحظة، بابتداع التظاهر السلمي قرب السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة 1948م.

تحديات قائمة

وأكد رئيس بلدية مدينة سخنين، صفوت أبو ريا، أن إحياء أبناء شعبنا لمليونية الأرض والعودة، يثبت أن رسالته يوم الأرض حاضرة، وأن الأجيال التي تعاقبت على يوم الحدث الأول عام 76، لم تنسَ قضيتها وأرضها التي سلبت قسرًا.

وذكر أبو ريا لصحيفة "فلسطين"، أنّ التحديات المتمثلة في سلب وقضم الأرض تحت حجج قانونية باهتة ما زالت قائمة، لافتًا إلى أن قانوني "كامينتس" و"قانون القومية" وجهان للسياسة العنصرية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين عبر تسهيل عملية مصادرة الأراضي.

وأوضح أن المليونية الجماهيرية في جميع أماكن تواجدها في الداخل والخارج، إحياء لذكرى يوم الأرض، استنفرت سلطات الاحتلال وأقلقتها، على أمل ألا تنال هذه الحشود من صورة دولة الاحتلال دوليا.