هل سيصبح إطلاق الصواريخ على (تل أبيب) أمراً عادياً ؟ وما معنى ذلك ؟ وهل سيسكن قلب سكانها الخوف والقلق من أي مواجهة قادمة مع المقاومة؟ وهل سيشعر سكان غلاف غزة بأنهمصاروا مع سكان(تل أبيب) سواسية في الرعب والهلع ؟ وهل ستعيش (تل أبيب) ربيعاً ساخناً ؟
تخبرنا الأحداث القادمة من بطن التاريخ الحديث جداً أن الاحتلال الصهيوني اجتهد منذ ميلاده لنقل الحرب لساحة العرب، كي لا تتأثر ساحته الداخلية كثيراً، فلم يضرب العربُ العمق الصهيوني إلا في حالاتٍ محددةٍ، الأولى، وهي التي قام بها الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين في حرب الخليج الثانية، والمرة الثانية هي المقاومة الفلسطينية في غزة.
لقد نسج قادة الاحتلال هالةكبيرة حول (تل أبيب) "مفادها أن تعرضها لأي أذى يعني قلب الطاولة على الجهة الضاربة، فخافت أنظمة عربية لها من الجيوش والأسلحة الشيء الكثير، وكلنا يذكر أنه حينما قصفت المقاومة (تل أبيب) في معركة العصف المأكول عام 2012 وقف مراسل صهيوني وقال قولته الشهيرة ( نأسف لقد قصفت تل أبيب) أسفه كان بمثابة إعلان نهاية عصر الزهو والامان الذي عاشته(تل أبيب) بعدما ظن قادتها وسكانها بأن حصونها مانعتها من نيران المقاومة.
وعن هل سيصبح اطلاق الصواريخ على (تل أبيب) أمراً عادياً ؟ يبدو ذلك، ويجتهد قادة الاحتلال لمنع ذلك، وهذا ظهر في ردهم العسكري العنيف وتشديد موقفهم منهم من أي تهدئة أو فرصة لإنهاء الحصار أو تخفيفه وفرض شروط جديدة لتطبيق التفاهمات، وزيادة توتير الساحة الاعلامية الفلسطينية بالمزيد من الأخبار الكاذبة وإشعال الفتن، واستثمار ذلك إعلامياً داخل المجتمع الصهيوني ودولياً.
وعن أثرها على (تل أبيب) ؟ نعرف أن(تل أبيب) هي مركز الثقل، ففيها مراكز سياسية واقتصادية وسياحية وتعليمية، ووصول الصواريخ لها ليس كوصولها لمنطقة غلاف غزة، فمدى الأثر السلبي في (تل أبيب) أكبر بكثير، وقد يزرع أو يبدأ بالتأسيس لفكرة أن هذه الصواريخ بداية نهاية وجود كيانهم، وهذا يؤثر على نفسيتهم، وهنا يمكن القول بأن هذه الصواريخ ستزيل الهالة التي وضعها قادة الاحتلال حول عاصمةظنوها وصوروها للجميع بأنها الأكثر أمناً في الشرق الأوسط، وقد يدفع أصحاب المال لمغادرتها، لأنهم سيشعرون بأن أموالهم وأعمالهم مهددة نتيجة فقدان الأمن، وانها تجعل سكانها يشعرون بالقلق البالغ على حياتهم وأمنهم خاصة أن الصواريخ بدت دقيقة أكثر من أي وقت مضى، كما سيشعر سكان غلاف غزة أنهم تساووا مع سكان (تل أبيب) في الرعب ، ولسان حالهم وواقعهم يقول (كلنا في مرمى صواريخ غزة ... سواء).
أخيراً، يمكن القول بأن (تل أبيب) ستعيش ربيعاً ساخناً، إن لم يكن بفعل الصواريخ، فسيكون بفعل ابداعات الشباب الثائر في مسيرة العودة على حدود غزة التي ستدخل عامها الثاني من البالونات الحارقة والارباك الليلي، وما يحدث بالضفة الفلسطينية بين الفينة والاخرى من عمليات بطولية يضع قادة (تل أبيب) في موقف لا يحسدون عليه، بعدما كشفت صواريخُ غزة عورتها.