فلسطين أون لاين

​"أبناء الزواري".. هُجوميون على المستوطنين وحُماةٌ للمتظاهرين

...
بدؤوا باستخدام الطائرات الورقية المشتعلة في الجمعة الثانية
غزة/ خضر عبد العال:

أبدع الفلسطينيون المشاركون في مسيرات العودة وكسر الحصار في صنع أدوات التظاهر السلمي في مخيمات العودة الخمسة قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة سنة 48، وكان أبرزها الطائرات الورقية التي أعدها شبان فلسطينيون لإسقاط طائرات إلكترونية إسرائيلية كانت تصور تارة، وتارة أخرى تلقي قنابل الغاز فوق رؤوس المتظاهرين.

ويطلق هؤلاء الشبان على أنفسهم وحدة "أبناء الزواري" في إشارة إلى مهندس الطيران التونسي العضو في كتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الزواري، والذي أشرف على مشروع تطوير صناعة الطائرات بدون طيار لدى الكتائب.

واغتال "الموساد" الإسرائيلي الزواري في مسقط رأسه بمدينة صفاقس التونسية، ما ترك أثرًا محزنًا لدى الفلسطينيين، وأصبح الشهيد الزواري فيما بعد حاضرًا في وجدانهم بفعاليات مقاومة الاحتلال.

وقال عبد الله السعيد، أحد المتطوعين في وحدة "أبناء الزواري"، من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة: "واجبنا حماية أبناء شعبنا الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة من رفع للحصار الظالم والعيش بحرية وكرامة، والعودة إلى أراضينا المحتلة عام 1948".

ويشارك السعيد حسبما أضاف لصحيفة "فلسطين"، في المظاهرات السلمية قرب السياج الفاصل، شرقًا، قبل انطلاق فكرة مسيرات العود كونه يسكن قريبًا من السياج.

ويضيف: "ما أن أعلنت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار عن انطلاق المسيرات في يوم الأرض 30 مارس/آذار 2018، تجمعت مع أصدقائي واتفقنا على المشاركة دون تردد".

ولم يتغيب وأصدقاؤه يومًا واحدًا كون المشاركة واجبا وطنيا وتلبية لنداء فلسطين الأسيرة، وفق قوله.

ويتابع: "بعد انقضاء اليوم الأول، رأيت غطرسة الاحتلال وجبروته في انتهاك حرمة الإنسان الفلسطيني دون التفريق بين رجل أو امرأة أو شيخ أو طفل، فقررت وأصدقائي فعل شيء انتقامًا لدماء الأبرياء، وجلسنا نفكر على مدار أسبوع كامل دون نتيجة".

وخلال المشاركة في الجمعة الثانية التي وافقت 6 ابريل/نيسان 2018 وأطلق عليها "جمعة الكوشوك"، خطرت في بال السعيد وأصدقائه فكرة أخرى استخدام الطائرات الورقية كوسيلة هجوم تارة، وأخرى كوسيلة دفاع.

يقول السعيد إنهم بدؤوا باستخدام الطائرات الورقية المشتعلة في الجمعة الثانية في مهمة هجوم على مستوطني غلاف غزة، كما أنهم جهزوا العشرات من الطائرات للقيام بذات المهمة ضمن مسيرات العودة، لافتًا إلى أن أحد أهدافهم الضغط على الاحتلال بإزعاج مستوطني غلاف غزة من أجل الفرار من الأراضي المحتلة.

وأشار إلى "أبناء الزواري" أنتجت في منطقة واحدة نحو 30 طائرة ورقية باستخدام أعمدة خشبية وورق مقوى تعلوه ألوان العلم، ومادة حارقة معلقة في ذيل الطائرة، لبث الرعب في قلوب المستوطنين، كمهمة هجومية.

أما المهمة الدفاعية، فقد أكد أن الوحدة استخدمت الطائرات الورقية من أجل اسقاط طائرات "الدرون" صغيرة الحجم التابعة للاحتلال والتي كانت تلقى قنابل الغاز فوق تجمعات المتظاهرينالسلميين.

واستطرد السعيد في شرح تفاصيل عملهم، ثم قال: "وجدنا أن خيط الطائرة الورقية لوحده لا يكفي من أجل الاطاحة بطائرات الاحتلال، فاقترح بعضنا استخدام شباك صيد الأسماك في تلك المهمة، وبالفعل طبقنا المقترحـ ونجح فريقنا في ذلك وعممنا الفكرة على مخيمات العودة جميعها".

وشدد أن تلك المهمة كانت تهدف لحماية المتظاهرين قدر المستطاع، وبالفعل نجحت وأسقطنا عدة طائرات، ثم تراجع الاحتلال عن استخدام طائرات "الدرون" في إطلاق قنابل الغاز، واكتفى بالقنابل التي يطلقها من الجيبات وبنادق الجنود.

وختم حديثه: "بعد عام على المسيرات لن يؤثر علينا تصريحات الاحتلال ولا عنجهيته ولا سياساته في استهداف وقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا، سنواصل الطريق حتى تحقيق أهداف المسيرات كاملة".