فلسطين أون لاين

​عائلات في مسيرات العودة.. أبناء الكتناني وأحفادها نموذج حي !

...
ترفض الكتناني ادعاءات الاحتلال بأن الفلسطينيين يحبون الموت
غزة/ مريم الشوبكي:

خيمة وزاد برفقة أبناء وأحفاد، وهجرة قبل طلوع الشمس قامت بها ميرفت الكتناني، قاصدة الحدود الشرقية لمدنية غزة (موقع ملكة)، للمشاركة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار قبل عام من الآن، وتحديدًا في 30 مارس/ آذار الماضي، لعلها تكون الطريق نحو عودة الفلسطينيين إلى بلادهم المحتلة منذ نكبة 48.

واليوم تحل الذكرى الأولى لانطلاق المسيرات التي توافق الذكرى 43 ليوم الأرض الذي تعود أحداثه إلى آذار 1976 بعد أن قامت قوات الاحتلال بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي، وقد عم الإضراب العام والمسيرات من الجليل إلى النقب واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.

تقلب الكتناني (49 عاماً) في شريط الأيام التي قضتها مشاركة وهاتفة وداعية للمشاركة في مسيرات العودة منذ عام، قائلة: " منذ الجمعة الأولى أصررت على الخروج للحدود برفقة أبنائي الذين جهزوا خيمة خاصة لنا، بالإضافة إلى زوجاتهم وأبنائهم، وخرجنا مع ساعات الصباح الأولى".

وتضيف الكتناني لـ"فلسطين" : " كلنا خرجنا مهيئين أنفسنا على العودة إلى أراضينا المحتلة، فجهزنا الأكل والماء والفراش أيضًا، ووصلنا موقع ملكة مع ساعات الصباح الأولى".

الكتناني هي ثائرة قديمة شاركت في تظاهرات الانتفاضة الأولى عندما كانت في العشرينيات من عمرها، لا تنسى كيف كانت تتخفى بلبس القناع على وجهها و"الترنق" الأسود النايلون، لتكسب الشعارات على الجدران التي كانت تعد وسيلة لمقاومة للاحتلال إعلاميًا آنذاك.

وتشير إلى أنها تحرص على اصطحاب أحفادها معها إلى مسيرة العودة لربطهم بالأرض وزيادة تمسكهم بها.

وبينت الكتناني أنها قبل عام شاركت مع أصغر حفيدة لها بعمر الشهرين، مضيفة "شعرنا أننا جالسون في بيوت مؤقتة، وأن عودتنا وشيكة ونحن ننظر إلى أراضينا التي لا تبعد عنا سوى مرمى حجر".

وتوضح أن الدافع نحو إصرارها على المشاركة كل جمعة في مسيرات العودة هو المطالبة بالعودة للأراضي والمقدسات المحتلة، فمن واجبنا الدفاع عنها.

وتدحض الكتناني ادعاءات الاحتلال بأن الفلسطينيين يحبون الموت، واتهام البعض بأنهم يلقون بأنفسهم إلى التهلكة، مؤكدة أن مسيرات العودة سلمية بحتة، والجانب الوحيد فيها هم جنود الاحتلال.

وتقول: "لدي قناعة أنه لا يموت حق وراءه مطالب، فمسيرة العودة ستعرف العالم والرأي العام الأوروبي والإسلامي أن ما نحارب لأجله هي أرضنا، وفلسطين من بحرها لنهرها لنا".

وتضيف الكتناني: "ضاعت قضيتنا، وجاءت مسيرة العودة لتدحض كل الأكاذيب ومقولة جولدا مائير "كبارهم سيموتون وصغارهم سينسون"، وأننا في أرض بلا شعب وشعب بلا أرض، كفانا أن الإسلام قدس هذه الأرض والدافع عنها فرض عين على كل فلسطيني ومسلم، وعربي أيضًا".

والكتناني أخت لثلاثة مصابين، ووالدة اثنين أصيبا خلال مشاركتهم في المسيرات السلمية، وهي تعاني من الربو وانزلاقات غضروفية في ظهرها، ورغم كل ذلك تؤكد أنها لن تتوقف عن المشاركة حتى لو كلفها الأمر حياتها، لأن الوطن يفدى بالنفس والمال.

وتقول: "أنسى آلامي ومرضي حينما أرى المشاركات في المسيرة، أشعر أننا في بؤرة جهاد تحتم علينا التواجد، لأن الجهاد فرض على المرأة الفلسطينية لإنشاء جيل متمسك بأرضه".

وتقول الكتناني إنها ورثت حب الأرض من والدتها ذات الأصول المصرية، وقد ورثت حب فلسطين لكل أبنائها وأحفادها أيضًا، ورغم تقدمها في العمر تصر الكتناني على التواجد في خيام العودة مع ابنتها وأبنائها.

وأضافت الكتناني: "الجزائز حتى تتحرر قدمت مليون شهيد، وفلسطين كذلك تحتاج منا إلى بذل أنفسنا ومالنا لاستعادتها، وهذه عقيدة ثابتة أننا في رباط إلى يوم الدين، وسنحاسب أمام الله على تلكئنا في تحرير أرضنا".

وتختم حديثها برسالة: "لا تيأسوا ولا تملوا ولا تكلوا، النصر آتٍ آتٍ، فعلينا أن نصبر ونصابر ونرابط".