فلسطين أون لاين

​أهالي قلقيلية: صواريخ المقاومة أنبل ظاهرة عرفها الفلسطينيون

...
صورة أرشيفية
قلقيلية/ مصطفى صبري:

ينتاب أهالي قلقيلية وطولكرم مشاعر مختلطة تبعث الأمل في نفوسهم بعدما شاهدوا الآثار التي تركها صاروخ (J80) الذي سقط الاثنين الماضي في شمال "تل أبيب"، فمنذ العام 1990 لم تسقط في هذه المنطقة أي صواريخ عدا عن تلك التي أطلقت من العراق.

ومع ساعات الفجر تناقل أهالي قلقيلية كلمة "هناك دبعة" والتي يقصد منها بلهجتهم انفجار قوي.

ويقول الشاب هاشم عفانة (29 عاما) من الحي الغربي في قلقيلية: إنه كان مستيقظا حين سمع صفارات الإنذار تدوي تبعها انفجار الصاروخ.

ويذكر أنه ومنذ الوهلة الأولى لسماع صوت صفارات الإنذار "صعدت إلى سطح المنزل وبدأت بتصوير المنطقة لتسجيل أصوات الصفارات وبعدها هز المنطقة صوت انفجار كبير، ولم أعرف طبيعة الصوت إلا بعد سماع نشرات الأخبار الإسرائيلية التي تحدثت عن صاروخ من نوع جعبري 80 سقط في كفار سابا"، لافتًا أنها لا تبعد عن منطقة سكناه سوى نصف كيلو متر.

في حين يشير محمدنزال (56 عاما) إلى أن قلقيلية هي أقرب مدن الضفة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، حيث نسمع بوضوح أصوات المفرقعات النارية في أعيادهم وأعراسهم، فكيف بصفارات الانذار وصواريخ تنفجر؟

ويلفت إلى أن أصوات صفارات الإنذار سمع بها كل أهالي قلقيلية والقرى المجاورة وكان الحدث الرئيس الذي تحدث به الجميع ووثقوه على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فالمشهد لم يتكرر منذ العام 1990 إبان حرب الخليج.

أما المهندس فتحي عنايا المحاضر في جامعة خضوري في مدينة طولكرم فيوضح أنه سمع صفارات الإنذار بشكل قوي جدًا، ما دفعه لتصفح مواقع إخبارية إسرائيلية لمعرفة طبيعة الحدث وتبين بعد دقائق أن صاروخًا انفجر بالقرب من قلقيلية من الجهة الغربية "كان الجميع مذهولًا لوصول الصاروخ إلى هذا المكان البعيد".

ويضيف: "عندما ذهبت للجامعة كان الصاروخ حديث الطلاب والأساتذة، سمعت تعليقات تسخر من (إسرائيل) بما يدلل على اهتمام الجميع بالمقاومة".

بينما يشير المسن عبدالرحيم داود (80 عاما) إلى أنه لم يخفِ فرحته عندما أخبره أحفاده بأن الصاروخ "الجعبري" يحمل رقمًا من عمره.

ويقول: "عندما وقعت النكبة كان عمري عشر سنوات. أحن إلى الديار في قريتي المهجرة كفر سابا التي أقيمت عليها المدينة الإسرائيلية بالاسم نفسه، وهذا الصاروخ أعاد لنا الأمل كلاجئين مهجرين عن أرضنا منذ سبعة عقود، شكرًا لغزة وأهلها".

في حين يقول الطالب الجامعي عماد شحرور (20 عاما) من نابلس، إن صواريخ المقاومة هي أنبل ظاهرة عرفها الفلسطينيون، فهي التي أعادت لنا الهيبة والقدرة على التحدي في ظل وجود عدم توازن بيننا وبين الاحتلال.

وذهب إلى القول: "هذه الصواريخ لها أهمية كبيرة في نفوس الفلسطينيين وخصوصا بعد أن تطورت وأصبحت قادرة على الوصول إلى أهدافها بسهولة، لسان حالي هو لسان حال الكل الفلسطيني المجمع على أهمية وجود قوة الردع عند الفلسطينيين".