فلسطين أون لاين

​حمدان : المقاومة أثبتت عقلانيتها وحكمتها في إدارة معاركها مع الاحتلال

...
صورة أرشيفية
بيروت-غزة/ حاوره أحمد المصري:

شدد مسؤول ملف العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أسامة حمدان، أنّ المقاومة الفلسطينية أثبتت في إدارة معاركها مع المحتل الإسرائيلي في قطاع غزة، "عقلانيتها وحكمتها".

وقال حمدان في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين": "إنّ المقاومة ورغم كل حالة الضعف التي تعتري البيئة الإقليمية، ورغم حالة العدوان الداعمة للاحتلال من الإدارة الأمريكية وحلفائها، إلا أنها لم تستكِن ولا تزال تراكم الإنجازات"، مضيفًا: "صحيح أن المقاومة لم تصل بعد للنصر النهائي، إلا أنها تصنع وقائع من شأنها أن تكون قاعدة للنصر".

حجر عثرة

وشدد على أنَّ الاحتلال الإسرائيلي بات يدرك تمامًا أنّ الرصاصة يقابلها رصاصة، وأنّ القصف يقابله القصف، في حين يكتنز في نفسه قناعات أن هناك مقاومة على الأرض الفلسطينية وليست خارجها وتقف حجر عثرة في تمرير أهدافه وتحقيق مشاريعه التي يقف على رأسها الاستيلاء على الأرض وتغير هويتها.

وأكدّ أن قيادة المقاومة أثبتت قدرتها على تحقيق الإنجازات، وتقف مع من يرجوا منها إنجازات أفضل، غير أنها تدرك أن تحرير فلسطين هو طريق طويل، وأن بناء القوة هو أفضل ما يمكن أن يحقق ذلك، وأنّ حالة الضعف أفضل طريقة لتضييع الحقوق.

وأشار إلى أن من يُصر على استمرار الانقسام، "هم من يمثلون حالة الضعف التي لا تمكن شعبنا من تحقيق إنجازات نوعية وجوهرية بشأن قضيته".

إظهار التمنع

وقال إنّ ما جرى في غزة من تصعيد أول من أمس، يمثل جولة عسكرية فهم من خلالها الاحتلال أنّ المقاومة قادرة على إيلامه، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يحاول إظهار تمنعه في الاستجابة للجهود المصرية للتهدئة لكي لا يظهر أمام جمهوره بالضعف.

وأوضح حمدان أنه ورغم تدمير طائرات الاحتلال لمبانٍ ومؤسسات ومنازل مدنية خلال عدوانه، إلا أنه وجد نفسه أمام حالة مقاومة لا تقل قدرة وذكاء عن أي قوة معتبرة، ويخضع لقواعد اللعبة بعيدًا عما كان سابقا، والتي كانت فيها يده مطلوقة كيفما يشاء.

وتابع: "ما حصل رغم الألم الذي أصابنا نتيجة الهدم والدمار في البيوت والمؤسسات إلا أنه أكد أن مسار المقاومة الإستراتيجي في معادلة بناء القوة موجود، وأن هذا المسار يستطيع أن يدافع عن الشعب الفلسطيني وأنه مسار صحيح ويحقق نجاحات".

واستنكر حمدان محافظة "فريق التسوية" على التواصل الكامل مع الاحتلال تحت عنوان التنسيق الأمني، والوقوف كجهة مانعة لأي عمل مقاوم للاحتلال، في ظل ما يمكن أن تصنعه لو غيرت هذا المسار.

وعد حمدان محاولة دولة الاحتلال لخلق تصعيد مرتفع المستوى ضد غزة، "يهدف لاصطناع حالة ردع أمام المقاومة"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يمارس هذا الدور حتى مع الأسرى الفلسطينيين العزّل في سجونه.

وأردف: "حتى هذه الشراسة في التصعيد كان لها حدود لأن المحتل الإسرائيلي يدرك أنّ ما في جعبة المقاومة ليس واضحًا بالنسبة له، ولربما لديها ما يقلب المعادلة"، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يحاول صنع نصر مزيف في كل مرة.

ولفت إلى أن إمكانية إقدام الاحتلال على توسيع نطاق النار في غزة، وبدئه عملية اغتيال لقيادات بارزة في حركة حماس، "يعد صنيعاً ليس مستغربا على تفكير وطبيعة الاحتلال وقيادته".

وقال إنّ عشرات الأسماء الكبيرة لحركة حماس، أدت أدوارًا قيادية على صعيد الملف السياسي والعسكري، مضت على هذا الطريق، كما كان الحال مع المؤسس أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي الذين نعيش ذكرى استشهادهم.

وأضاف: "إذا أراد المحتل أن يلجأ لهذا الأسلوب الذي ندرك بلا شك أنه ضريبة ندفعها ونحن راضون ومستسلمون لله تعالى، فإنه لن يفلت من عقاب المقاومة".

ونبه إلى أنّ المقاومة وعبر غرفة العمليات المشركة أعلنت أنّ أي عدوان سيوسع من نطاق قصفها، وأنها بالإمكان أن تقوم بذلك باقتدار، وأن تدخل مناطق جديدة في دائرة القصف.

أزمة حقيقية

ورأى أنّ العدوان الأخير على غزة ليس جديدا، ولا يكشف عن قوة "العدو" بقدر ما يكشف عن أزمة حقيقية يعيشها ومحاولته لتمرير بعض المشاريع الخاصة به، مشددًا على أنّ الاحتلال يدرك أن تحقيق انتصار حاسم على المقاومة والشعب الفلسطيني كما درجت عليه العادة في حروب سابقة "لم يعد أمرًا ممكنا".

وقال حمدان إن الاحتلال فشل في مواجهة المقاومة اللبنانية عام 2006، وتباعا في غزة عام 2008، و2012 و2014، كما فشل في تمرير روايته حول أسباب عدوانه، ولاقى صمودا أسطوريا للمقاومة وبطولة منقطعة النظير في غزة.

وأكد أن الاحتلال لا يزال وبعد سلسلة اعتداءاته وعدوانه يعيش الأزمة حتى اليوم ويراقب ويرى أنّ المقاومة تزداد قوة ليس فقط بالسلاح والعتاد والكفاءة القتالية وانما تزاد قوتها بالتفاف الشعب الفلسطيني حولها والحالة الجماهيرية المؤيدة لها.