فلسطين أون لاين

​أوصي باستدامة الفعل الجماهيري وتنويع أشكاله

تقدير موقف: 4 سيناريوهات تنتظر مصلى باب الرحمة

...
بيروت – فلسطين أون لاين:

رأي تقدير موقف، صادر عن مؤسسة القدس الدولية – بيروت، أن 4 سيناريوهات تنتظر مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، الذى أعاد الفلسطينيون فتحه فبراير/ شباط الماضي، بعد إغلاق إسرائيلي دام 16 عاما.

وجاء تقدير الموقف، تحت عنوان "هبة باب الرحمة أين تقف؟ خيارات الجماهير والدولة الأردنية"، تناول خلفية الصراع على باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك وتطوراتها وموقف الجماهير والأوقاف الأردنية فيها.

وأوضح أن باب الرحمة نقطة مركزية في الأطماع الإسرائيلية تجاه الأقصى، إذ تنظر إليه "أوساط اليمين المتطرف باعتباره كنيسًا مرشحًا لأن يقتطع من الأقصى ضمن مخطط التقسيم المكاني، فيما تنظر إليه الأوساط العلمانية باعتباره المدخل الآثاري لإثبات الحق اليهودي المزعوم في الأقصى"، وفي الحالتين جاء فتح باب الرحمة ليقطع الطريق على هذه الأطماع.

وقال إن إغلاق شرطة الاحتلال لمبنى باب الرحمة بقفلٍ وجنزير في 17/2/2019 كان خطأً مهما في الحسابات، إذ أنه ولأول مرة وضع عينا للاحتلال في الموقع خلال الأعوام الستة عشر لإغلاقه من الأوقاف الإسلامية نتيجة ضغوط الاحتلال عليها، ووجود هذا الاعتداء المباشر سمح بالمبادرة إلى رد فعلٍ مقدسي لم يتأخر إذ جاء في اليوم التالي مباشرةً.

وبحسب تقدير الموقف، فإن تبلور مطلب فتح مصلى باب الرحمة كأحد المصليات المسقوفة في الأقصى جاء باعتباره المدخل الوحيد القادر على حماية مبنى باب الرحمة في مواجهة أطماع الاستحواذ عليه.

وأشار إلى أن المبنى كان مكاتب إدارية من قبل لكن ذلك لم يمنع إغلاقه، فيما تجربة المصلى المرواني شاهدة حتى الآن كيف قطع الطريقة على مخطط اقتطاعه من خلال توافد المصلين اليومي إليه.

وبين أن فتح المصلى بقوة الجماهير شكل "إذلالًا وتركيعًا لشرطة الاحتلال، فلأول مرة في تاريخها تعترف مقدمًا بعجزها عن المواجهة، وتترك الجماهير تفعل ما تريد".

ورأى التقدير أن الاحتلال "شعر بمرارة هزيمته هذه وصعوبة ابتلاعها"، وهذا ما يفسر السعي للتحايل على النصر وإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة ولو مؤقتًا، ومحاولة تغيير وجهة استخدامه عبر ثلاث وسائل أساسية هي: الاعتقال والإبعاد المتكرر، واللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية، وكذلك الضغط على الأردن سياسيًا، باعتباره الحلقة الأضعف في المعادلة.

ويستنتج التقدير أن الأمور مرشحة للتطور باتجاه أحد أربعة احتمالات: أولها: التصعيد المحدود لمحاولة فرض إغلاق باب الرحمة، وهذا سيتطلب جولة جماهيرية جديدة لمنع إغلاقه وإعادة فتحه إن أغلق.

والاحتمال الثاني فهو التصعيد الواسع بدفع من الانتخابات وحسابات بنيامين نتنياهو للتمسك بالسلطة، وهو احتمال من شأنه أن يعيد مساحة الفعل إلى التنظيمات الفلسطينية في القدس والضفة الغربية.

والاحتمال الثالث- بحسب التقدير- فهو الرهان على الزمن عبر مثابرة شرطة الاحتلال على إجراءاتها ومواصلة الضغوط على الأوقاف الأردنية، وهذا يتطلب مواصلة الحراك الشعبي وبالذات حراك المبعدين عن الأقصى مع إسناد موقف الأوقاف حتى لا يتداعى تحت الضغوط.

ويتمثل الاحتمال الرابع بالامتصاص التدريجي للهزيمة عبر التأجيلات المتتالية للمحاكم، وفي هذه الحالة فالمطلوب بحسب التقدير "الحفاظ على اليقظة وعدم التراجع عما تم تحقيقه" وصولًا إلى شهر رمضان الذي ينبغي استثمار الحضور الإسلامي الكثيف خلاله لحسم هوية مصلى باب الرحمة.

ورجح التقدير خيار امتصاص الهزيمة باعتباره الأوفر حظا، يليه احتمال التعويل على الزمن، مع بقاء المشهد مفتوحًا على المفاجآت.

وأكد التقدير المعادلة الجديدة التي نشأت وهي "أن الأقصى ودور الأوقاف فيه محمي بالفعل الجماهيري والهبات الشعبية".

وأوصى باستدامة الفعل الجماهيري وتنويع أشكاله ومبادراته واحتضان حراك المبعدين عن الأقصى واستدامته، مطالبًا الأوقاف والمملكة الأردنية بالمحافظة على ثقة الجماهير بها، وهذا يملي "عدم التصادم مع تلك الجماهير أو التحايل على إرادتها أو إفشال مسعاها".