فلسطين أون لاين

الطفلة نور شرفا خشيت فقدان أخويها فقدمت الحلّ للجميع

...
غزة - هدى الدلو


رافق أخواها التوأمان والدَها في سيارة صديقه إلى البنك، وهناك بقيا في السيارة بمفردهما لفترة كادت أن تودي بحياتهما، فعندما عاد الأب إليهما كانا قد أُصيبا بحالة جزئية من الاختناق، ولما عاد بهما إلى البيت وسرد ما حدث للأسرة، تلوع قلب "نور" وأمها على شقيقيها، ولكن لم يكن الحزن هو فقط ما أصابها، فهذه الحادثة فتحت مداركها لتفكّر بحل لمشكلة الاختناق في السيارات، والتي قضى بسببها عدد من الأطفال، فانطلقت بمشروعها في ابتكار جهاز يمنع حالات الاختناق داخل السيارة.

توجهها التكنولوجي

نور شرفا (15 عامًا) من ضاحية الشويكة الواقعة في شمال طولكرم، تأثرت بما تعرض له أخواها، إضافة إلى أن شغفها بالتكنولوجيا وميلها لمواكبة كل ما هو جديد فيها، كانا دافعًا آخر وجهها نحو التفكير في حلٍ للقضاء على هذه المشكلة التي تلحق الضرر بالأطفال وتؤرق الأهالي.

تزامنت حادثة أخويها مع حديث معلمة مادة التكنولوجيا في المدرسة عن إقامة معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا، ما دفعها ذلك للتفكير بشكل جدي في دخول معترك المشاريع التكنولوجية، وطرح الفكرة لمعلمتها، التي أُعجبت بها نظرًا لأهميتها.

وأوضحت شرفا في حديثها لـ"فلسطين" أن فكرتها مرتبطة بالهواتف الذكية، وتعتمد على وجود دارة إلكترونية مرتبطة بالتطبيق الموجود على الهاتف الذكي عن طريق "البلوتوث"، إذ تحتوي الدارة على مجسات تقوم بمهمة استشعار درجة حرارة السيارة والغاز الموجود فيها، أو أي مكان يتم وضعها فيه، وفي حال ارتفعت الحرارة عن الدرجة المحددة سابقًا يتم توجيه إنذار لحامل للهاتف الذكي المرتبط بالدارة الإلكترونية.

استغرقت في تنفيذ فكرتها ما يقارب الشهرين، وإبصار مشروعها للنور صدم من حولها، فلم يكن أحد يتوقع أن تصل تلك الفتاة الصغيرة إلى غايتها، ولاقت الفكرة إعجاب الكثيرين، ثم حصل مشروعها "smart car" (السيارة الذكية) على المركز الثالث من أصل 65 مشروعًا مشاركًا في مسابقة معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا على مستوى الوطن.

وستعكف شرفا على تطويره ليكون مرتبطًا بمفتاح السيارة لا بالهاتف المحمول، خاصة أن بعض الآباء ينسون هواتفهم المحمولة داخل السيارة.

أكملت الفتاة مشوارها رغم الصعوبات التي واجهتها، والتي منها: "عدم وجود دعم نفسي، وعدم تقبل الآخرين للفكرة كوني صغيرة السن، إضافة إلى عدم امتلاكي القدرة على البرمجة، ما دفعني للاستعانة بمهندس برمجيات".

وبعد هذه المصاعب، تمكنت شرفا من إثبات نفسها أمام الأهل والمجتمع، وأكدت للجميع أنها قادرة على التحدي، وأنها صاحبة إرادة وطموح، وهي حاليًا تأمل أن يكون للبرمجة مساق خاص يدرس في المدارس.

ولدى شرفا هوايات مختلفة ككتابة الشعر وإلقائه، وكذلك كتابة الرواية والخواطر، وقد ظهرت هذه الموهبة مع بداية الصف السابع، رغبة منها في تقليد والدتها التي تعتبرها قارئة من الدرجة الأولى، ومحترفة في كتابة الشعر والخواطر، خاصة أنها كانت تصحبها معها إلى صالون ثقافي.

خوضها غمار التجربة فتح لها آفاقًا متعددة، فهي حاليًا تقود فريق إبداع في مؤسسة النيزك لإنجاز مشروع جديد يختص بمرضى التصلب اللويحي.