فلسطين أون لاين

​شرق غزة.. ساحة احتجاج سلمي متصاعد يواجهها رصاص الاحتلال

...
صورة أرشيفية
غزة/ نبيل سنونو:

المنطقة المحاذية للسياج الفاصل شرق قطاع غزة ليست كما كانت قبل 30 مارس/ آذار 2018، إنها منذ ذلك التاريخ ساحة احتجاج سلمي يتصاعد، لكن يواجهها الاحتلال الإسرائيلي بزخات الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.

ويستعد الفلسطينيون في غزة، ومنهم بدر النمس (20 عاما) للمشاركة مجددا في مليونية العودة التي ستشهدها تلك المنطقة تزامنا مع الذكرى الأولى لانطلاق المسيرة، والـ43 لأحداث يوم الأرض عندما صادرت سلطات الاحتلال نحو 21 ألف دونم لتنفيذ مشروع أطلقت عليه "تطوير الجليل" وكان عبارة عن عملية تهويد كاملة للمنطقة.

واختار الفلسطينيون هذه المنطقة تحديدا لإقامة خيام العودة، ليوجهوا للاحتلال رسالة مفادها أنه لن يهنأ على أرضهم، وأن رصاصه لن يثنيهم عن مساعيهم لاستردادها، كما يقول النمس لصحيفة "فلسطين".

"كل هذه هي أراضينا، هم يحتلونها"، يضيف النمس عن المكان الذي تنظم فيه المسيرة، مبينا أنه يحاذي المستوطنات التي يقيمها الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن شأن ذلك أن يوصل رسالة أقوى.

ويطالب النمس ومعه الفلسطينيون المشاركون في المسيرة، بتحقيق أهدافهم وتحرير أراضيهم ورفع الحصار عن قطاع غزة والقدس المحتلة بشكل كامل، ووقف اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى.

وتحديا لأصوات الرصاص التي اخترقت بالفعل أجساد عشرات الفلسطينيين، وسحب الدخان الأبيض التي تشكلها قنابل الغاز المسيل للدموع، يضيف الشاب أن ذكرى يوم الأرض وانطلاق المسيرة سيشهد احتجاجا سلميا أكبر لتحقيق أهدافها.

ويرى النمس، وهو لاجئ من قرية صرفند العمار، أن في ازدياد أعداد المشاركين في المسيرة دلالة على حتمية تحقق الأهداف.

صديقه رأفت الخطيب الذي كان يرافقه على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل، يشير بيديه إلى آثار القمع الإسرائيلي من الدخان والرصاص، قائلا: إن المشاركين في المسيرة يستخدمون أدوات سلمية.

والخطيب مصاب برصاصة أطلقها الاحتلال على قدمه في السابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، لكنه عاد من جديد للمشاركة في المسيرة.

ويتمسك الشاب بمشاركته، موضحا أن الأعداد ستتزايد طالما أن الاحتلال يتمادى بجرائمه.

وفي خيمة العودة نفسها كان أبو محمد مراد يصطحب زوجته وأطفاله وأحدهم رضيع، قائلا لصحيفة "فلسطين": نحن هنا على مقربة من السياج الفاصل بيننا وبين فلسطين المحتلة سنة 1948.

ويضيف مراد أن عاما مر على انطلاق مسيرة العودة والفلسطينيون يثبون بأنهم "أقرب إلى النصر"، مشيرا بيديه إلى جدران يقيمها الاحتلال في دلالة على جبنه.

ويسعى مراد من اصطحاب عائلته إلى تعزيز ارتباطها بهذا المكان القريب من مدينة بئر السبع التي هجرت العصابات الصهيونية جدته منها سنة 1948.

لا كلل ولا ملل

ووسط حركة نشطة لسيارات الإسعاف التي كانت تنقل المصابين برصاص الاحتلال وقنابله الغازية، اتخذ محمود جندية موقعه بين المشاركين في المسيرة.

وجندية الذي يقطن في غزة ليس لاجئا، لكنه يعد نفسه لاجئا حتى يعود جميع أبناء شعبنا إلى أراضيهم، وهو ما يدفعه للمشاركة في المسيرة.

ويقول لصحيفة "فلسطين": هذه أراضينا المحتلة، وجئنا لنطالب بحقوقنا ونعيدها لاسيما مدينة القدس المحتلة.

أما زوجته التي كانت تتوسط طفليها تشير إلى أن المسيرة انطلقت بمحاذاة السياج الفاصل ولا تزال مستمرة بالزخم نفسه منذ عام، وأن الفلسطينيين لم يكلوا ولم يملوا.

وتنبه "أم أحمد" إلى أن المحتجين يستخدمون أدوات سلمية بينما يواجههم الاحتلال بأسلحته الفتاكة، وهو ما أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف بينهم صحفيون ومسعفون منذ انطلاق المسيرة.

وتبدي حرصها الشديد على اصطحاب أطفالها لتعزيز حبهم بالوطن، كما تقول.

وأثناء حديثها أنصت طفلها جيدا، قبل أن يقول: جئت إلى هنا لأنني أريد العودة، وهو الموقف الذي أيده أيضًا أخوه محمد الذي يصغره سنا.