ستة أيام مضت على تنفيذ الشاب عمر أبو ليلى عمليته الفدائية "عملية سلفيت" والتي أدت إلى مقتل إسرائيلييْن وإصابة آخرين الأحد الماضي، ولا تزال سطوة العملية وتفاصيلها حديث الساعة المتواصل داخل أروقة مؤسسات "كيان" الاحتلال المتعددة، بعد استنباط مدى هشاشة الجندي الإسرائيلي وضعفه.
وبدأت عملية أبو ليلى (19عامًا) قبل أن تغتاله قوات الاحتلال مساء الثلاثاء الماضي، بتنفيذه هجوما مركبًا، بدأ بالاستيلاء على سيارة أحد المستوطنين قرب مستوطنة "أرئيل" غرب مدينة سلفيت، وطعن سائقها الذي أصيب بجروح حرجة توفي على إثرها، ثم انتزع سلاحه وتوجه إلى مفرق قريب وأطلق النار على مجموعة من الجنود والمستوطنين، مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخر بجروح خطيرة، قبل أن ينسحب من المكان.
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي: إن متابعة برنامج "الأستوديو المفتوح" على القناة (20) الإسرائيلية اليمينية، المذاع أمس حول عملية سلفيت" يرسم مباشرة استمرار العملية لحديث الساعة داخل دولة الاحتلال.
وأشار النعامي على صفحته في موقع "فيس بوك"، لوجود حجم كبير من الإحباط يلف النخب اليمينية المتطرفة ويطغى عليهم، حيث عبروا عن يأسهم من تدني مستوى الجندية وميل الجنود للاختباء حتى لا يواجهوا المقاومين.
ولفت إلى أن بعض القيادات والنخب الإسرائيلية يشيرون بوضوح إلى أن الجنود باتوا يتطلعون إلى أن يقوم "المدنيون" بالدفاع عنهم في حال حصل هجوم فدائي ضدهم، فيما أنّ مقدم برنامج "الأستوديو المفتوح" "بوعاز غولان" قال صراحة: إنه في حال تواصل هذا الاتجاه "فإن اليهود في (إسرائيل) سيعودون مجددًا إلى الشتات".
وحينما داهمت قوات الاحتلال منزل ذوي الشهيد أبو ليلى، بعد وقوع العملية بساعات قليلة، وقيامها باعتقال والده، أمين أبو ليلى الذي فوجئ بإبلاغه أن عمر هو منفذ عملية سلفيت، قال للمحققين الإسرائيليين: إن ابنه ليس منتميًا لأي فصيل فلسطيني، وغير ناشط سياسيًا، لكنهم قالوا له: إنّ عمر أصبح "رامبو".
ونقلت أوساط إعلامية عبرية أنه وبعد انتزاع الشهيد لسلاح المستوطن الأول، في المنطقة المجاورة لمفترق مستوطنة "أرئيل"، خرج منه متجها لنقطة لجيش الاحتلال في المفترق فقام بطعن الجندي بالجزء العلوي من جسده واستولى على سلاحه وأطلق النار تجاهه، وقد كان جندي آخر بجانبه لكنه لم يحرك ساكنًا.
وأشار المختص في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، إلى أنّ الشهيد "أبو ليلى" بدأ عمليته بسكين، ومن ثم حيازته على سلاح أحد الجنود، وإطلاق النار بها، وعدم الرد من جنود مسلحين كانوا في المكان، لا زالت تمثل عاصفة سياسية وأمنية في الأوساط الإسرائيلية.
وقال بشارات لصحيفة "فلسطين": إن صغر سن "أبو ليلى" ونتائج عمليته على الأرض، وحالة الرعب التي ألقاها في جنود الاحتلال في مسرح العملية، أكدت للأوساط العبرية تقارير سابقة للجيش بأن وحداته لديها مشكلة في السلوك العسكري والانضباط، وأنها غير مؤهلة لخوض أي معركة حتى لو كانت بسيطة وغير معقدة.
ولفت إلى أن الاحتلال ينظر إلى الضفة كـ"ميزان فحص"، لجيشه، وقد أثبت جنوده فشلهم في مواجهة فرد واحد لم يكن مسلحا كما كان الحال مع الشهيد "أبو ليلى" وبعض العمليات الأخرى التي حدثت سابقا.
وأوضح بشارات أن عملية "أبو ليلى" ورغم أنها ما زالت حديث الساعة، رغم محاولة الاحتلال إظهار أنها سوّت حسابها معه باغتياله، إلا أنّ حديث الأوساط المتعددة عن حالة الفشل التي ظهرت نتيجة العملية سيدة الموقف.
وذكر أن عملية "أبو ليلى" زادت من اضطراب الاحتلال والجماعات الاستيطانية، حيث إنها ليس الأولى، وقد جرت عمليات متكررة مشابهة في وقت سابق، وأسفرت عن مقتل وجرح مستوطنين، داخل مستوطناتهم.