فلسطين أون لاين

​في جامعة بيرزيت

3 طلبة يصممون روبوتًا آليًّا لعلاج مصابي الشلل النصفي

...
المشروع يهدف إلى تخفيض التكلفة على المرضى في المراكز الطبية
رام الله-غزة/ هدى الدلو:

كثيرًا ما سمعوا عن إصابة أقارب لهم بجلطات دماغية وخاصة من فئة كبار السن، أو حوادث سير أدت إلى إصابتهم بشلل نصفي، وأصبحوا عاجزين عن الحركة، وهو ما يحتاج إلى علاج طبيعي لاستعادة القدرة على المشي تدريجيًّا.

ولكن هذا الأمر مكلف ماديًّا ومتعب نفسيًّا للمريض خاصة أنه في بعض الحالات يكون الأمر غير مجدٍ ولا دقيق.

وقد دفع هذا ثلاثة طلبة في جامعة بيرزيت، إلى اختيار فكرة مشروع تخرج تساهم في التخفيف من معاناة المصابين بشلل نصفي، بتصميم روبوت آلي، يقوم بدور المعالج الطبيعي للمريض ويساعده على المشي.

والطلبة الثلاثة هم: سليم عطاري، وسام الطل وباسل فريجات، في المستوى الخامس؛ تخصص هندسة ميكانيك وميكاترونكس.

وقال عطاري: "في بداية المشروع استعنَّا بدراسات وأبحاث عالمية تتعلق بموضوعنا، وقمنا بزيارة مراكز طبية، ومعالجين متخصصين بالعلاج الطبيعي لمعرفة بعض المعلومات، إلى جانب دراسة مشاريع وأبحاث سابقة حول الروبوتات الطبية ومدى كفاءتها وفعاليتها.

وأضاف عطاري لـ"فلسطين": "على إثر ذلك قمنا بإنشاء تصميم جديد خاص بنا لتصنيع روبوت قادر على تأدية وظيفة العلاج الطبيعي للشخص المريض، ليساعده على تمرين وتدريب الساق المصابة على استعادة القدرة على المشي بعد عدة جلسات بتكلفة قليلة ودقة عالية".

وأوضح أن المشروع عبارة عن روبوت يقوم بدور معالج طبيعي للجزء السفلي من جسم الإنسان عن طريق تحريك ساق المريض المصابة، وخاصة المفاصل الثلاثة، القدم، والركبة، والحوض، من خلال ثلاثة مواتير مركبة على روبوت مثبت على قدم المريض يتم التحكم بها عن طريق واجهة سهلة الاستخدام للأطباء أو المعالجين عن طريق "LabView"، وهو برنامج يعمل كوسيط بين الماتورات والمستخدم الذي بإمكانه تحديد السرعة والزاوية والوقت الزمني للجلسة لكل مفصل.

بدوره، قال الطالب وسام الطل: "يتم تشغيل الروبوت حتى يساعد المريض على تمرين عضلات الرجل، وبإمكانه إنشاء قاعدة بيانات لكل مريض حتى يتمكن الطبيب من متابعة علاجه بعد كل جلسة".

وبين أن المشروع يهدف إلى تخفيض التكلفة على المرضى في المراكز الطبية، مشيرًا إلى أن هذا الروبوت دقيق، ويعمل ضمن نطاق زوايا محددة لا يمكن تجاوزها.

ولفت عطاري إلى أن الروبوت يستهدف فئة المرضى المصابين بشلل في الأطراف السفلية، ويمكن معالجته عن طريق التدريب، واستغرق المشروع مدة عام من التصميم والدراسة وقراءة الأبحاث وتنفيذ التجربة.

وتابع حديثه: "لن يتوقف المشروع عند ذلك، بل هناك تطويرات بصدد إضافتها كجهاز يساعد المريض على المشي (walker)، وجهاز آخر يقوم بالتدليك وعمل مساج للعضلة (vibration) بعد التمرين مما يؤثر إيجابيًا ويسرّع من شفاء المريض".

وقد حصل المشروع على جائزة المجلس الأعلى للإبداع والتميز الفلسطيني من بين 40 مشروعًا إبداعيًا، وتمكن من الوصول للمرحلة النهائية في تصفيات جائزة التعاون للشباب -جائزة منير الكالوتي للشباب الفلسطيني الريادي (لغد أفضل.. نبدع) وسيتم الإعلان عن الجائزة في مارس/آذار الجاري.

وحول العقبات التي واجهها فريق المصممين أوضح العطاري أن قلة المصادر الكافية دفعت الفريق للبحث عن مصادر أجنبية لكنها كانت مكلفة، وخاصة الأبحاث التي بحاجة إلى مال لشرائها، إضافة إلى صعوبات في شراء القطع الإلكترونية من الماتورات، وصعوبة شرائها من خارج البلاد وتكلفة جماركها العالية".

ويطمح الشبان الثلاثة إلى وصول مشروعهم إلى أكبر عدد من الناس والاستفادة منه، كما يطمح هؤلاء إلى من يتبنى مشروعهم، لهم الدعم حتى يتمكنوا من تطويره بشكل جيد يلبي جميع الاحتياجات.