فلسطين أون لاين

​صدقوا الله فصدقهم

...
محمود مرداوي

قوافل الشهداء لا تمضي سدى، الشهيد البطل عمر أبو ليلى يترجل إلى السماء

عندما اشتاق للشهداء وأيقن أن الدعاء بنيل الشهادة مستجاب في الاشتباك فاشتبك.

لقد قرر المصير فاختار الطريق الأقرب إلى المكان الذي أراد، محققًا لمشروعه في الحياة، مؤديًا واجبه ورسالته بألا يترك من أحب على الأرض واغتاظ لأجلهم وغضب على انتهاكات مقدساتهم وسرقة أرضهم وأنفاسهم وأوقاتهم ومالهم ودمائهم ومستقبلهم دون أن ينتقم وينفذ ما لهج به لسانه عندما رفع كفيه إلى السماء "اللهم عليك بالصهاينة المجرمين، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم مكنا من رقابهم" والله عز وجل بره واستجاب.

البطل عمر فهم أن الاحتلال سرق من الشعب الفلسطيني الحياة، وقيمة الوجود وسر البقاء، فلم تعد للحياة قيمة في الحياة، فالموت في سبيل الله ارتقاء وليس هروب من الحياة قتل للموت وإن تبدت حياة، أجيال تتلو أجيال والدم شلال يرفد شلال، والاشتباك مستمر ومتصل ومتواصل باشتباك الشهيد أحمد جرار وصالح البرغوثي وأشرف نعالوة ونشأت ملحم ومحمد علي ومهند الحلبي ومن سبقهم ومن سيلحق بهم حتى تحرير فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها، ومن رفح حتى رأس الناقورة.

فيا أيها الفلسطينيون لن يستقر الحال على حاله ولن يبقى القوي قويًا والضعيف ضعيفًا إلى الأبد، والامبراطوريات التي قامت والاحتلالات التي استبدت ضعفت، ومن الذروة وقمة الاستعلاء سقطت وزالت وأصبحت أثرًا بعد عين يوثقها التاريخ في صفحاته والمستقبل مفتوح للمجتهدين، والاحتلال مصيره الزوال، والانتصار للمظلومين وعد من الله.

ومن أحسن من الله حديثًا

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.