فلسطين أون لاين

​لماذا كانت فرحة الفلسطينيين عامرة ببطولة الشهيد عمر أبو ليلى؟

...
د. محمود الحنفي

الجواب: إن الشعوب الواقعة تحت الاحتلال الطويل والذين يعيشون في ظروف صعبة يتلذذون بالانتصارات الصغيرة حتى لو كانت متناهية الصغر من الناحية العسكرية. هذه الفرحة لها أربعة أسباب رئيسة.

أولها: أنها تقول للاحتلال إنك مرفوض ونحن لا نقبلك بأي شكل من الأشكال، حتى وإن بدا لك خلاف ذلك نتيجة سلوك خاطئ هنا أو سوء تقدير سياسي وامني هناك.

ثانيها: أن هكذا نوع من اعمال المقاومة تعطي أمل ودافع للآخرين بأن المحاولات يجب أن تستمر إلى أن يرحل الاحتلال غير مأسوف عليه.

ثالثها: هكذا نوع من الأعمال البطولية سيما أنها فردية تقول إن العمل المقاوم ليس محصورًا بتنظيم سياسي منظم أو حركة مقاومة منسقة. هذا يحرر غير المتحزبين أو المسيسين من القيود الحزبية، وفي نفس الوقت يحرر الأحزاب السياسية من أي تبعات وردود فعل الاحتلال المتوقعة.. فالعمل فردي تمامًا.

رابعها: الأعمال البطولية هذه ليست إنجازًا عسكريًّا نوعيًّا يجبر الاحتلال على الرحيل الآن نتيجة ضربة قاضية.. لكن التراكم الكمي والنوعي لا بد أنه سيكنس الاحتلال، كما أنه يبقي شعلة المقاومة ورفض الاحتلال متقدة وراية الحرية مرتفعة.

كل ما سبق يختصر الواقع بلسان الحال: الاحتلال إلى زوال إلى زوال