فلسطين أون لاين

​الحصار والاقتحام والتنكيل.. سياسة الاحتلال في الانتقام من سلفيت!

...
صورة أرشيفية
رام الله/ محمد القيق:

تعيش محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة حصارًا مشددًا وإجراءات تعسفية تعرقل المواطنين وتقيد حريتهم، كل ذلك لأن الاحتلال الإسرائيلي يريد إيصال رسالة ردع للفلسطينيين بأنه مقابل أي عملية فدائية سيكون العقاب الجماعي حاضرًا.

ويتهم الاحتلال الشاب عمر أمين أبو ليلى (١٩ عامًا) من بلدة الزاوية غرب سلفيت بتنفيذ عملية طعن جندي والسيطرة على سلاحه وقتله، ومن ثم الانسحاب وقتل حاخام بعد السيطرة على مركبته، إضافة إلى الاشتباك مع الجنود وإلحاق أكثر من ست إصابات في صفوفهم، في عملية فدائية نوعية جديدة لم يكن منفذها حتى مسلحًا.

اقتحام وترويع

وتعمد قوات الاحتلال إلى استخدام سلاح الترهيب ضد الفلسطينيين بعد كل عملية فدائية، حيث تقتحم المنازل بشكل همجي وتفلت حقد جنودها على المواطنين.

ويقول المواطن أحمد موقدة أحد أهالي بلدة الزاوية لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال وبعد ساعات من تنفيذ العملية اقتحم البلدة بأعداد كبيرة من الجنود والآليات ثم داهم منزل عائلة أبو ليلى وسط ذهول واستغراب المواطنين الذين لم يعرفوا سبب الاقتحام وظنوا أنه مجرد تدريب خاصة أنه في وضح النهار.

ويوضح موقدة أن الجنود لم يبقوا على قطعة أثاث واحدة في مكانها، حيث قلبوا المنزل رأسا على عقب، وعقب ذلك اعتقلوا والده أمين أبو ليلى وأبقوه محتجزا حتى ساعات المساء، ثم استجوبوا والدته واعتقلوا شقيقه الفتى نور (١٦ عاما).

ويشير إلى أن حجم الحقد كان عظيما لدى جنود الاحتلال حين اقتحموا منزل عائلة أبو ليلى حيث اعتدوا وقتها على مواطنين ليس لهم علاقة بالعائلة وصدف وجودهم بالقرب من المنزل، في حين أُعيد اقتحام المنزل من جديد في ساعات الفجر التالي وأُخذت قياسات للجدران وأُبلغت العائلة بنية هدمه.

ويضيف: "دائمًا نتوقع هذه الإجراءات بعد كل عملية فدائية، فالجنود يكشفون عن إجرامهم أكثر من السابق، ويبدؤون بالتنكيل بالعائلة التي لا تكون على علم أصلا بمكان ابنها، وهو ما حدث كذلك مع عائلة البرغوثي في رام الله حين عاقب الاحتلال كل أفراد العائلة بالاعتقال في حين لا أحد يعرف شيئا عن السبب في حينه".

وإضافة إلى ذلك توجد قوات الاحتلال دائما على مدخل بلدة الزاوية وتداهم بين الحين والآخر منازل فيها، كما هاجم الجنود شابين قرب مدخلها واعتقلهما وصادر مركبتهما.

إغلاق وحصار

ولم يتوقف الأمر على الاقتحامات، بل تعداه إلى الإغلاق وفرض حالة حصار دائمة على مناطق غرب مدينة سلفيت بزعم البحث عن منفذ العملية، ولكن الاعتداء والتنكيل والمنع يطال كذلك المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة.

ويقول المواطن سليمان تيسير من بلدة بروقين لـ"فلسطين": إن قوات الاحتلال وبعد نصف ساعة تقريبا من تنفيذ العملية اقتحمت البلدة بأكثر من ١٠٠ جندي وفتشوا المنازل، حيث لم يبق منزل واحد دون تفتيشه واستجواب ساكنيه والتنكيل بهم.

ويوضح أن البلدة ترزح تحت حصار مشدد منذ ثلاثة أيام ويغلق الاحتلال مداخلها ويمنع المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها، حتى أن بعض معلمي المدارس لم يتمكنوا من دخولها لمتابعة عملهم فيها، كما حوصر طلبة الجامعات والعمال والموظفون داخل القرية ولم يتمكنوا من الخروج.

ويشير إلى أن القرية كانت تتعرض دائم لاقتحامات الاحتلال واعتداءاته دون وجود أي عمليات فدائية أسوة بكل القرى والبلدات الفلسطينية، في حين يفرض الإغلاق أيضا على بلدة كفر الديك المجاورة التي تُقتحم أراضيها كذلك.

وإلى جانب كل ذلك ينفذ المستوطنون اعتداءات متكررة على أراضي سلفيت ومدن أخرى، كان أبرزها نصب خيام على مدخل بلدة كفل حارس القريبة التي تتركز أطماعهم عليها منذ زمن، كما رشقوا مركبات المواطنين بالحجارة قرب نابلس ورام الله.. مشهد يعكس الحياة اليومية للفلسطينيين دون حاجة للاحتلال لأن يتذرع بعمليات فدائية لصبّ أشكال العقاب الجماعي على المواطنين.