فلسطين أون لاين

​بعدما تزايدت أعدادهم خلال العام المنصرم

قاسم: انتعاش الاستيطان بالضفة تقابله ملاحقة السلطة للمقاومة

...
صورة أرشيفية
غزة – رام الله / حازم الحلو:

أكّد المحلل السياسي والأكاديمي الفلسطيني د.عبد الستار قاسم، أن الزيادة المضطردة في أعداد المستوطنين في الضفة الغربية يعني بالضرورة القضاء على مجرد الحلم بدولة فلسطينية، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي يزداد فيه الاستيطان فإن السلطة تلاحق المقاومين في الضفة وتتيه في مسارات السلوك السياسي الخادم للاحتلال.

وذكر في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن السلطة الفلسطينية لا تمتلك أية رؤى أو خطط بخصوص الحفاظ على ما تبقّى من أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة، بينما في المقابل فإن حكومة الاحتلال تمتلك مخططات واستراتيجيات فاعلة تقوم على قضم الأراضي شيئًا فشيئًا وصولا الى تهجير الفلسطينيين.

وأشار إلى أن المخطط الإسرائيلي يتمثل في رفع أعداد المستوطنين في مستوطنات الضفة وصولا إلى منحهم ما يشبه حكما ذاتيا، ومن ثم وفي وقت لاحق يتم ضمهم إلى دولة الاحتلال باعتبارهم جزءا منها، وبالتزامن مع ذلك يجبر الفلسطينيين على التقوقع داخل مدنهم وقراهم ومن ثم يضيق عليهم لإجبارهم على الهجرة منها.

وكانت القناة السابعة العبرية كشفت، أول من أمس، عن ازدياد أعداد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة خلال العام 2018، حيث بلغ عددهم حتى 03 يناير 2019نحو 449,805 مستوطن في 11 كتلة استيطانية بالضفة، مقارنة بـ 435,159 خلال العام 2017.

وأضافت أنّ عدد المستوطنين في عام 2014 بالضفة الغربية، بلغت 372,681، منوهة الى إلى أنّه يتوقع ارتفاع العدد في عام 2020 إلى 464 ألف مستوطن، وفي 2041 إلى أكثر من مليون مستوطن.

وأكد الأكاديمي قاسم أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى لاستمالة الجمهور الاسرائيلي بضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وإقامة بؤر استيطانية جديدة، وخاصة في الأراضي التي من المفترض إنها تخضع للسيادة الفلسطينية.

ولفت إلى أن وجود خطة ممنهجة لدى الاحتلال الإسرائيلي لمضاعفة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاستيلاء على أكبر قدر من الأرض وتهويدها خاصة في محيط المستوطنات القائمة؛ من أجل توسيعها وخلق تواصل بينها.

ولفت إلى أن أساليب الاحتلال في تثبيت الاستيطان لا تنتهي، موضحا أن دفة المصادرة والضم تُسَلم للمستوطنين في بعض المناطق ليعيثوا فسادًا ويعتدون على الفلسطينيين بهدف بث الرعب في صفوفهم وتهجيرهم من مدنهم وقراهم.

وأوضح قاسم أن السلطة لم يعد باستطاعتها تحقيق حلم الدولة، ولا الظروف الحالية تسمح بمثل هذا الأمر، منوها إلى أن الدور الأمني الوظيفي لهذه السلطة جعلها في أضعف حالاتها بعدما فصلها بشكل حقيقي عن حاضنتها الشعبية التي ترفض سلوكها على الأرض.

وذكر أن الأوضاع الدولية مساندة بشكل كبير للرؤية الإسرائيلية، لافتا إلى أن الدول العربية ما بين منشغل بملفات إقليمية أخرى، أو صامتة بأوامر السياسية الأمريكية الجديدة، بينما لا ينفك الطرف الأمريكي يؤكد موقفه بدعم غير محدود لدولة الاحتلال.

ولفت قاسم إلى أن وضع السلطة أصبح صعبا نتيجة للخلل الكبير الذي اعترى ممارسة السلطة لوظائفها خلال السنوات السابقة بعد اتفاق أوسلو المشؤوم الذي جعل من امكانية اقامة الدولة مرتبطا بتفاهمات وتوازنات دولية اقوى من الفلسطينيين انفسهم.

ودعا قاسم إلى إحداث تغيير في دور السلطة الوطنية لجعلها أداة مقاومة للاحتلال والبدء بالتحلل التدريجي من الالتزامات الفلسطينية وخاصة تلك البنود المجحفة بالمصالح الفلسطينية وانهاء التعامل مع الاحتلال على كل المستويات وخاصة الأمنية.