فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​بالمطرقة والمسامير سحر تبدع بصناعة لوحات فنية

...
غزة- آية الوادية

تغرس سحر وشاح بمطرقة حديدية بعض المسامير في لوح خشبي، قبل أن تغزل عليها خيوط حريرية تستخدمها في صناعة لوحاتها الفنية التي تجسد بها الواقع الفلسطيني.

من بيتها المتواضع وعلى مكتبها الخشبي بمخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، انطلقت سحر (25 عامًا) إلى عالم الفن بأدوات بسيطة أصبحت لاحقًا جزءًا من حياتها اليومية.

وأتقنت سحر الفن الجديد على قطاع غزة الذي تعود أصوله إلى العهد العثماني ما قبل 1917م، مع أنها لم تدرس الفنون التشكيلية كما تقول لـ"فلسطين".

وتسرد وشاح تجربتها الفنية: "درست التعليم الأساسي في جامعة الأزهر، ولم ألجأ إلى تعلم الفن على أيدي مدرسين وخبراء فنيين، لكنني أحببت أن أطور من حسي الفني الذي ينبعث من داخلي".

وتبين أن الصدفة قادتها إلى تعلم هذا الفن والخوض فيه، بعدما شاهدت لوحة من المسامير والخيوط على شبكة الإنترنت، ما دفعها إلى خوض التجربة بنفسها وتطوير موهبتها وتحويل أفكارها إلى أعمال فنية.

وتذكر أنها تحب ما تصنع؛ فلم تكن موهبتها بالرسم وليدة اللحظة، بل كانت منذ الصغر تجمع القصص الملونة وتخط بألوانها لوحاتها البسيطة، وتقلد ما يلفت أنظارها من رسوم ولوحات، عادة تلك المرحلة الأولى لها في الفن.

وبحسب ما توضح سحر، إن فن الرسم بالمسامير والخيوط يعتمد على الدقة، وبحاجة إلى ألوان تناسب اللوحة المرسومة، وهذا يحتاج لجهد كبير، إذ تستغرق اللوحة الواحدة من 3 إلى 7 أيام متواصلة.

ومراعاة لظروف المواطنين؛ جعلت سحر اللوحة بأسعار تناسب التكاليف والجهد المبذول.

وتضيف: "هذا الفن غير منتشر بوضوح بين المواطنين في غزة، لكن يوجد بعض من يطلب لوحات فنية".

ويبلغ عدد العاملين في هذا النوع من الفن أربعة أشخاص على مستوى قطاع غزة، بحسب إفادة سحر.

وتبين أنّ أصول فن المسامير والخيوط تعود للفن التركي الذي كان تنقش وتكتب به الآيات القرآنية داخل المساجد والأماكن المقدسة، عادة الفن التركي من أعرق الفنون في المنطقة أصالة وإبداعًا، ما يجعلها تطمح إلى السفر إلى تركيا لتعلم ما تجهله.

وإضافة إلى تشكيل لوحاتها بالمسامير والخيوط تبدع سحر في صناعة أنواع أخرى من الفنون، كـ"الأكر يليك"، والرسم على الزجاج بالألوان المائية والفحم.

وتطمح الشابة الغزِّية إلى إنشاء معرض فني لها، والسفر إلى دول عربية وعالمية لتسويق أعمالها وعرضها في معارض فنية دولية، وأن تصبح مدربة تعلم هذا الفن.

واستطاعت سحر رسم أكثر من 15 لوحة فنية بعد عام من العمل المستمر، وأبدعت في رسم شخصيات كبيرة، كرسم لوحة للرئيس الراحل ياسر عرفات، وأخرى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وعن رسالتها التي تسعي إلى إيصالها من هذا الفن تقول سحر: "لا طريق سهلة للنجاح، ويجب أن تؤمن بنفسك أولًا ليؤمن بك الآخرون، اعمل وثابر وتميز بالعمل الذي تقوم به".

"طموحي أن أُنمى موهبتي، وأصقلها على يد فنانين متخصصين" تختم سحر مبدية إصرارها على تطوير ذاتها حتى تتمكن من صناعة لوحات أجمل.