فلسطين أون لاين

عقب العملية الفدائية في سلفيت

نتنياهو يلملم فشله الأمني بالإعلان عن وحدات استيطانية في "أرئيل"

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

أظهرت "عملية سلفيت" التي نفذها فدائي فلسطيني، أول من أمس، هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية في ظل السيطرة الكاملة على مدن الضفة الغربية المحتلة.

وإزاء ذلك اندفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للإعلان عن إجراءات عقابية خلال زيارته لمستوطنة "آرائيل" قرب سلفيت، من بينها: هدم منزل المنفذ، والإعلان عن بدء بناء 840 وحدة سكنية استيطانية في المستوطنة التي شهدت الهجوم.

ويبدو أن نتنياهو أراد من ذلك "لملمة وترميم" هزيمته بتكثيف الاستيطان في محاولة لإثبات نفسه كشخص قادر على توفير الأمن مئات آلاف المستوطنين الذين يسعى جاهدًا لكسب أصواتهم في انتخابات "الكنيست" المزمع عقدها في إبريل القادم، وفق رأي مراقبين.

إرضاء المستوطنين

يرى مدير مركز القدس لدراسات الشأن الاسرائيلي والفلسطيني عماد أبو عواد، أن هدف نتنياهو من هذه الاجراءات إرضاء وإشباع رغبات المستوطنين الغاضبين من سلوك جيش الاحتلال غير القادر على توفير الأمن.

وقال أبو عواد في حديث لصحيفة "فلسطين": "هذه سياسة ممنهجة لدى الاحتلال بالإعلان عن إجراءات عقابية بعد كل عملية بطولية، تتمثل ببناء وحدات استيطانية جديدة أو محاولة شرعنة بعض المستوطنات أو التعهد للمستوطنين بمنحهم المزيد من الامتيازات".

وأوضح أن الوقت الحالي "حساس" بالنسبة لنتنياهو، كونه يُدرك أن المستوطنين يشكّلون 12% من الصوت الانتخابي، لذلك يسعى لإرضائهم.

وأشار إلى أن الجمهور الإسرائيلي ينظر لنتنياهو على أنه غير قادر على توفير الأمن لهم، وأن نقطة قوته الوحيدة والتي تميزه عن المرشحين الآخرين، هو نجاحه في الدبلوماسية الدولية والتطبيع العربي.

وأضاف: "لم يستطع أي رئيس حكومة إسرائيلية توفير الأمن للمستوطنين في مدن الضفة، خاصة أن (إسرائيل) لا تعيش فترة هدوء مُطلقًا، لأنها دولة احتلال وتواجه المقاومة باستمرار".

وعن مدى إمكانية تطبيق بناء الوحدات الاستيطانية، استبعد أبو عواد ذلك لسببين، الأول هو أن جزءا كبيرا من هذه المساكن فارغ، والثاني التكلفة المادية الضخمة، حيث إن الميزانية الإسرائيلية لا تسمح بالبناء في الوقت الحالي.

وعدّ إعلان نتنياهو "مجرد دعاية لا أكثر ولن تجد تطبيقًا سريعًا على أرض الوضع، وستواجه عراقيل عدّة، في ظل المرحلة الحساسة التي يعيشها نتنياهو قبيل الانتخابات".

دعاية مستبقة

إلى ذلك، قال الخبير في شؤون الاستيطان عبد الله أبو رحمة: إن "أرائيل" مستهدفة بدرجة كبيرة، خاصة أن عدد المستوطنين والمستوطنات أكثر من الفلسطينيين فيها.

وبيّن أبو رحمة في حديث لـ"فلسطين"، أن الخطر يداهم المنطقة بشكل كبير خاصة بعد إعلان نتنياهو عن بناء مستوطنات جديدة، عادًا في الوقت ذاته أن الإعلان يأتي في سياق دعاية انتخابية مستبقة لكسب المزيد من الأصوات التي تشجع الاستيطان.

وأوضح أن الاحتلال دائمًا ينتقم بعد كل عملية بطولية، سواء بهدم منازل الشهداء وذويهم، أو بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة.

وأضاف أن الاحتلال يستخدم القوة في اتخاذ الإجراءات العقابية ضد الفلسطينيين، وهو ما يجعله البدء ببناء الوحدات الاستيطانية التي أعلن عنها، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات ليست المرة الأولى.

وبيّن أنهم سيواجهون تحركات نتنياهو وبناء الوحدات الاستيطانية باتخاذ إجراءات عبر المؤسسات القانونية والاعتراض عليها، حتى الذهاب للمحاكم الدولية.