فلسطين أون لاين

المسنون يتقدمون مسيرة العودة.. حق "لا يشيب"

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

لم يتوقف المسن عطا عايش (68 عامًا) عن المشاركة في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية منذ انطلاقها في 30 آذار (مارس) 2018م، تأكيدًا لحقه في العودة للأراضي المحتلة منذ 1948م.

ومع انتهاء وقت الظهيرة من كل جمعة، يجتمع عايش إلى أبنائه وأحفاده قُبيل انطلاقه نحو موقع "ملكة" شرق مدينة غزة حيث تقام إحدى خيام العودة، للمشاركة في فعاليات المسيرة، لإيصال رسالته إلى العالم أجمع بحقه في العودة للأراضي المحتلة، وحياة كريمة كباقي شعوب العالم.

واعتاد الستيني اصطحاب عائلته وأحفاده للمشاركة في مسيرات العودة، من أجل تعريفهم حق العودة، وزيف رواية الاحتلال.

ويُصر عايش الذي يقطن في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة على مواصلة مشاركته في مسيرات العودة التي تدخل قريبًا عامها الثاني، يقول: "لن أتوقف عن المشاركة في مسيرات العودة حتى تحرير الأرض الفلسطينية من دنس الاحتلال، والعودة للديار المُحتلة".

ويتابع عايش لصحيفة "فلسطين": "مسيرات العودة وسيلة سلمية لمقارعة الاحتلال الذي يرتكب جرائم ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة، مع تآمر العالم أجمع عليه".

ويضيف: "مسيرات العودة هي الطريق التي يستطيع الفلسطينيون منها تحقيق حلمهم بالعودة للأراضي المحتلة، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة".

وبنبرة تعلوها الحماسة والقوّة يردد: "لن تخيفنا تهديدات الاحتلال لقطاع غزة، وسنُشارك في مليونية العودة في نهاية مارس الجاري مع دخول عامها الثاني، لأننا على ثقة بأن نصر الله آتٍ، لا محالة".

ويُطالب عايش العالم أجمع بالنظر إلى الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يعيش فيها الفلسطينيون بقطاع غزة؛ نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض عليه منذ 13 سنة.

القوّة والحماسة نفساهما كانتا واضحتين على تقاسيم وجه المسن دياب زقوت (71 عامًا)، الذي لم يتوان عن المشاركة المستمرة في مسيرات العودة السلمية وكسر الحصار.

ويقول زقوت لصحيفة "فلسطين": "أنا رجُل مُسن ولا أستطيع الذهاب أكثر إلى خيام العودة، لكنّي لن أتراجع عن المشاركة فيها".

ويُضيف: "رغم مُضي عام على انطلاق المسيرات لا تزال تشهد مشاركة جماهيرية واسعة تزداد يومًا بعد يوم، ولن نلتفت إلى كل المثبطين، والمتآمرين على شعبنا الفلسطيني".

ويؤكد زقوت أن مسيرات العودة أثبتت قوتها وحضورها في الميدان بالمشاركة الجماهيرية الواسعة، رغم مراهنة بعض على انتهاء فعالياتها مقابل إجراءات لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، لكن هذا ثبت خطؤه، إذ إن الفلسطينيين متمسكون بالمسيرة حتى العودة ورفع الحصار كاملًا.

"مصممون على استراد حقوقنا بكل الوسائل النضالية السلمية، ولا نقبل تجزئة الوطن، مهما بلغت الآلام والمعاناة، ونحن شعب لا نخاف تهديدات الاحتلال" يتابع السبعيني زقوت.

ويوجه رسالة للمطبعين مع الاحتلال: "كفاكم هرولة نحو التطبيع مع الاحتلال، يجب عليكم أن تقفوا مع شعبنا بدلًا من مساندة العدو في قتل أبنائنا".

"إكمال المشوار"

اللاجئة عطاف وادي حرصت كذلك على المشاركة في مسيرات العودة في كل جمعة منذ انطلاقها، إيمانًا بحق الشعب الفلسطيني في عودته لأراضيه التي هجرته العصابات الصهيونية منها سنة 1948م.

وتبين وادي -وهي أم لعائلة مكونة من ثمانية أفراد- لصحيفة "فلسطين" أنها شاركت في مسيرات العودة منذ اليوم الأول لانطلاقها، لتثبيت حقها في العودة للأراضي المحتلة.

وأُصيبت وادي مرتين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في موقع ملكة شرق غزة، كانت الأولى في قدمها اليُمنى برصاصة حية، والثانية برصاصة مطاطية في منطقة الصدر.

ومع ذلك استمرت في المشاركة في مسيرات العودة، وهي تحتضن العلم.

وتؤكد أنها ستُكمل مشوارها في المشاركة في مسيرات العودة، والمليونية القادمة المرتقبة في الـ30 من الشهر الجاري.

وتزامن انطلاق المسيرة العام الماضي والذكرى الـ42 ليوم الأرض، واستشهد 256 مواطنًا، منهم مسن، وأصيب 29382 آخرون، منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة حتى الخامس من الشهر الجاري، وفق إحصائيات وزارة الصحة.

ويبعث المسنون بمشاركتهم جنبًا إلى جنب شعبهم الفلسطيني في مسيرة العودة رسالة للاحتلال الإسرائيلي والعالم بأسره، أن حق العودة "لا يشيب" ولا يسقط بالتقادم، وإنْ غلب الشيب عليهم.