فلسطين أون لاين

​لا تكذبي على طفلك

...
غزة/ هدى الدلو:

"أريد أن أذهب إلى الطبيب، وإذا أردت أن تأتي معي فستحقن بإبرة كبيرة"، و"سأزور المرأة المريضة"، و"لو قلت لي ماذا فعلت فلن أضربك"، و"هات العيدية أشيلها معايا"، عبارات كذب تلجأ إليها بعض الأمهات لدفع طفلها إلى تنفيذ أوامرها وطلباتها وسماع كلامها، أو من أجل عدم التصرف بأمور سيئة، أو لتخرج من البيت لقضاء زيارتها دون أن تصطحبه معها، لكن في الحقيقة كل هذا يؤثر على نفسية الطفل كما قالت الاختصاصية النفسية تحرير أبو شرار.

وأضافت لـ"فلسطين": "الأسرة هي النواة الأولى لبناء شخصية الطفل، وتحديدًا الأم؛ فهي غالبًا ما تطبع شخصيتها وسلوكياتها على أطفالها، فالسلوكيات الإيجابية للأم تساعد على بناء شخصية متوازنة للطفل، والعكس صحيح".

وأوضحت أن من كذبات الأمهات: "ذاهبة للدكتور"، أو "ذاهبة إلى المرأة العيانة"، فهذه الكذبة التي اعتادت الأم أن تقنع بها طفلها من أجل عدم اللحاق بها، ولكن عند معرفة الطفل أن أمه كذبت عليه سيحاول دائمًا أن يقلدها، وعندما يكذب الطفل تلجأ الأم إلى أساليب العقاب والترهيب بعقاب النار.

"ولذلك تنشأ شخصية متضاربة للطفل بسبب المواقف التي يمر بها، لكن بعض الأمهات قد يلجأن إلى الكذب على الطفل بهدف حمايته أو لمصلحته الشخصية، هنا يجب ألا يعرف أن أمه كذبت عليه" تابعت أبو شرار.

وأشارت إلى أن الكذب حتى لو كان بسيطًا، أو من أجل مصلحة الطفل فإن له تأثيرًا سلبيًّا على نفسيته، خاصة أن الطفل يتخذ من والديه قدوة، لذلك نجد أن الكذب على الأبناء من شأنه أن يؤثر على صحتهم النفسية.

وبينت أبو شرار أن غياب القدوة لدى الأبناء يسبب لهم اضطرابات نفسية، ما يوقعهم في مربع العزلة والعدوانية، وتقليد تصرفات الوالدين، لذلك لابد من توضيح الحقيقة للطفل حتى لا تتأثر شخصيته وتوازنها وتتطور تطورًا سليمًا.