فلسطين أون لاين

​"التخويف".. تربية خاطئة نتيجتها طفل جبان وفاشل

...
غزة/ صفاء عاشور:

"أبو رجل مسلوخة، اليهود، العفريت والبعبع" وغيرها الكثير من المسميات والأمور التي يستعملها الكبار من أجل تخويف الأطفال سواء كان التخويف للتسلية أو للتربية وإبعادهم عن تصرف خاطئ يقومون به.

ورغم أن الأمر ينجح في كثير من الأحيان مع الأطفال إلا أن ما لا يدركه الكثير من الأهالي أنهم بهذا الأسلوب خلقوا طفلاً جبانًا فاقد للثقة بمن حوله وغير اجتماعي، وهي صفات ستبقى ملازمة له إن لم يتم تصحيح هذه المخاوف التي تم غرسها الكبار في عقله وهو صغير.

الأخصائية النفسية سمر قويدر، أكدت أن تخويف الطفل أمر يتعلق بمشاعره وأفكاره حيث يتم التلاعب بها من قبل الكبار وغرس بعض المفاهيم التي إن ذكرت أمامه تجعله طفلا ضعيفا وخائفا.

وقالت قويدر لـ"فلسطين": إن" الأهالي قد يعملون على تخويف الطفل من أجل إبعاده عن أسلوب معين خاطئ من خلال إعطاء مصطلحات مخيفة وهذا أسلوب خاطئ لتقويم السلوك، حيث يمكن تعديل السلوك عند الأطفال بعيداً عن تخويفهم".

وأضافت قويدر: إن "المخاوف التي يستخدمها الكبار عند الأطفال تؤثر على عقل وتفكير الطفل الذي يبدأ بربط المصطلح المخيف في رسم صورة مخيفة في عقله تبقى مرتبطة به لفترات مقبلة، وقد تظل معه حتى بعد أن يكبر وتؤثر على مناحي حياته".

وأردفت: "من آثار هذا الأسلوب التي تظهر على الطفل في المراحل الأولى أنه قد يرفض أن يذهب لوحدة إلى الحمام أو يتبول على ذاته، وقد يرفض البقاء وحده ويرفض عمل علاقات اجتماعية مع الآخرين، وهذا بسبب الأفكار التي تم زرعها وإسقاطها على الطفل بسبب تخويفه المستمر".

وبينت قويدر أن هذه المخاوف قد تكبر مع الطفل ويصل إلى مراحل متقدمة من العمر دون تعديل الفكرة أو إزالتها من عقله، لتبقى مسيطرة عليه وعلى سلوكه ويبقى خائفاً منها، لافتةً إلى أن بعض الأطفال بعد أن يكبروا وتتوسع المدارك المعرفية لديهم يبدؤون في الإدراك والتخلص مما يخافون منه ويستوعبون ما كان الأهل يفعلونه بهم من تخويف وبالتالي يحاولون التغلب عليها.

وأشارت إلى أنه لو بقيت هذه الأفكار المخيفة ملازمة للطفل، فإنه سيظل فاقد للثقة مع من حوله وفاقد لمصدر الأمان من الطرف الذي كان يخيفه أو حتى الطرف الذي لم يتبرع ليحميه من مصدر الخوف.

وذكرت أن الأمر إذا استمر مع الطفل فإنه أيضًا سيكون غير قادر على اتخاذ القرار السليم أو إبداء رد فعل متزن لكل ما يواجهه من مواقف، كما تميل شخصيته للتذبذب والتردد دائمًا، كما أن سيكون سببًا لفشل الطفل في التحصيل الدراسي.

وأفادت أن الخوف الملازم للطفل سيمنع الأهل من اكتشاف مواهب ومهارات طفلهم، نتيجة عدم قدرتهم على التعبير عن أفكارهم بصورة تلقائية، بالإضافة إلى أنه في حالة استعداد الطفل للإصابة بأي من المشكلات النفسية، في مراحل حياته المختلفة، فإن صفة الخوف تضاعف من أعراض تلك المشاكل النفسية بصورة كبيرة.