فلسطين أون لاين

​أميرة شاهين.. مقدسية تحصد جائزة عالمية بمكافحة العنف ضد المرأة

...
غزة- هدى الدلو:

من الجميل أن ترى نتاج أعمالك على أرض الواقع، والأجمل عندما يلامسه الآخرون، وتنال عليه جائزة. هذا ما حصل مع أميرة شاهين، التي رشحتها صديقتها في بريطانيا، وتمكنت من حصد جائزة مؤسسة "OWSD-Elsevier" العالمية للعلماء النساء في الدول النامية، واستطاعت الفوز على المتسابقات الأربع من مختلف القارات، لتصبح أول فلسطينية تحصد جائزة عالمية رفيعة بهذا المستوى.

المقدسية شاهين دكتورة في كلية الطب بجامعة النجاح الوطنية، تعمل في مجال تخصصها علم الوبائيات، ومهتمة في مجال الأبحاث منذ عام 2011، وقد حصلت على درجة الدكتوراة في علم الوبائيات وصحة السكان من جامعة لندن عام 2009م، عملت لفترة زمنية في ذات الجامعة، ثم عادت إلى أرض الوطن.

وأوضحت أن الجائزة تخص النساء العالمات في الدول النامية، والهدف منها إبراز النساء في مجالات عملهن، وخاصة القادمين من الدول النامية كفلسطين وبعض الدول الأخرى، مشيرة إلى أنه لا يمكن للسيدة أن ترشح نفسها، بل يتم ترشيحها من قبل أشخاص على دراية بالأعمال التي تقوم بها وتكون على اطلاع لإنتاجها البحثي، ومدى تأثير أبحاثها على المجتمع، فتم ترشيحها من زميلتها.

وقالت شاهين: "تمحور مشروع بحثي على العنف المبني على النوع الاجتماعي، فهو موضوع مهم جدًا، ويعتبر مشكلة صحة عامة في كل العالم بما في ذلك فلسطين، حيث إن الإحصائيات الفلسطينية أظهرت أن امرأة من بين كل 3 نساء متزوجات تعاني من العنف بشتى أنواعه، وهذا يتوافق مع الإحصائيات العالمية لذلك اختارت العمل على هذا البحث، بالإضافة إلى أنه يتيح لها فرصة لعمل بحث مشترك مع جامعة في بريطانيا وأخرى في البرازيل".

وأضافت أن الجائزة ليست مقتصرة على البحث الخاص بالعنف الاجتماعي، فهي تعتمد على الإنتاج البحثي خلال السنوات العشر الأخيرة، ومدى الاهتمامات البحثية التي تنصب نحو صحة المرأة والطفل والبيئة، وقد اختارت التركيز على هذا الموضوع لأهميته، إلى جانب بعد الإعلام الفلسطيني عن تناوله هذه القضايا.

ونصحت شاهين المرأة أن تكون قوية رغم صعوبة الظروف التي تمر فيها حتى تصل إلى أهدافها، ولا بد من معرفة حقوقها حتى تطالب فيها، ولا يقع عليها ظلم، فالمرأة هي أساس البيت والمجتمع، فلا بد أن تكون شخصيتها قوية، داعية النساء في مختلف دول العالم، سواء اللواتي سلكن طريق التعليم أو في الحياة العملية أن يكون لها نشاط تتميز فيه.

وعبرت عن شعورها الرائع لحظة حصولها على الجائزة، والتي مكنتها من رفع اسم فلسطين في محافل دولية، وبتركيزها في بحثها على العنف الاجتماعي استطاعت أن توصل هموم النساء إلى المنابر العالمية، وأن تؤكد أن هناك الكثيرات ممن يتعرضن للعنف.

وتابعت شاهين حديثها: "بعد حصولي على اللقب أصبحت المسؤولية كبيرة على عاتقي حتى تكون صوت النساء المعنفات على كل المستويات، لأن المشكلة بدأت تتحول إلى ظاهرة ويجب حلها وايجاد القوانين المناسبة من أجل تحصيل حقوق النساء وأن يعشن بكرامة".

وبينت أنه لا يوجد مسيرة نجاح دون عراقيل، ولكنها استطاعت أن تحول المشاكل التي واجهتها إلى قوة دافعة لها لتتحرك إلى الأمام لتحقق هدفها.