جريمة إسرائيلية جديدة زرعت الألم والحزن في أوساط عائلة الشاب الشهيد بسام سامي صافي، عندما أصابت "قنبلة غاز" أطلقها جنود الاحتلال، رأس العشريني في 22 فبراير/ شباط الماضي.
منذ ذلك التاريخ عايشت عائلة صافي، صنوفًا من العذاب والمعاناة، على مدار 18 يومًا، منذ إصابة "بسام" حتى لحظة استشهاده فجر أمس، لا سيما أنها لم تستطِع إخراجه من قطاع غزة المحاصر لتلقي العلاج اللازم وإنقاذ حياته.
والدته التي رددت مرارًا دعواتها له "الله يرضى عليه ويرحمه ويجعل الجنة مثواه"، بعد أن ودعته وطبعت القبلة الأخيرة على جبينه، سألت المولى تعالى أن يُصَبِّرها وأهل بيتها على فراقه.
وقالت لصحيفة "فلسطين" والنساء من حولها يواسينها في مصابها: "بسام أمضى عمره في طاعة الله، وعرف طريق المساجد والعبادة منذ صغره".
وظلت تردد: "سامحتك يا ابني بتعبي وشقاي عليك، ربنا يرضى عليك"، وقالت بعد أن صمتت قليلًا: "رحيله إلى ربه أفضل من بقائه أمام ظلم وغطرسة اليهود المستعمرين".
وتابعت: "ابني حبيبي ربيته على الأمانة والصدق والصلاة والعبادة، وكيف يحافظ على نفسه وبيته ووطنه ورجولته. أحمد الله أن أكرمني بشهادته"، مشيرة إلى أنه كان طيب القلب مطيعا محبوبا لكل من عرفه.
وسردت أنها رأت ابنها الأصغر بين أبنائها وبناتها و"المدلل" بينهم -بحسب تعبيرها- قبل ظهر الجمعة التي أصيب بها، وبعدها لم تره إلا مصابا ثم شهيدا، مشيرة إلى أنه قال لها في ذلك اليوم: "لا تخافي علي يا أمي فأنا لا أقترب من السياج ومن الجنود".
وذكرت الوالدة المكلومة أنها عاشت أياما صعبة منذ إصابته، قائلة: "حاولنا إخراجه خارج القطاع لعلاجه، لكن الاحتلال الإسرائيلي رفض استقباله وعلاجه".
وأكملت: "(إسرائيل) تقتل أبنائنا وترفض أيضا علاجهم، أي ظلم هذا وأي قهر، مشيرة إلى أن ابنها "كان مسالما لا يحمل سلاحا عندما أصابه الاحتلال. فقط أراد التعبير عن حقه في العودة إلى أرضه وتمسكه فيها، في ظل تنكر العدو والصديق لشعبنا ولحقوقه".
بدوره، أوضح أحمد صافي، أن ابن عمه "بسام" شارك في مسيرة العودة السلمية، وكان مسالما، وأصابته قنبلة غاز في رأسه مصدرها جنود الاحتلال شرق خان يونس، أدت إلى تهتك في رأسه وانتشار للغاز السام في جسده، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يجرب أسلحته على أبناء شعبنا.
ولفت صافي في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن حالة "بسام" كانت تزداد سوءا حتى استشهد في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة وعدم سماح الاحتلال له بالعلاج في الأراضي المحتلة، قائلا: "شعبنا مظلوم يطالب بحقه في العودة، ويجب على المجتمع الدولي والدول الحرة أن تقف معه وتسانده".
ورزق محمد صافي شقيق الشهيد، مولودا ذكرا قبل ثلاثة أيام، أطلق عليه اسم "بسام" تيمنا بشقيقه الذي ارتقى بعد يومين من "الولادة الحزينة"، كما يقول.
وكُتمت مشاعر الفرحة بالمولود الجديد "بسام" تزامنا مع رحيل عمه "بسام"، وفق شقيق الشهيد صافي الذي قال في حديثه لصحيفة "فلسطين" وعلامات الحزن تكتسي وجهه: "أخي كان دائم المشاركة في مسيرة العودة لإيصال رسالة مفادها أن شعبنا لن يتخلى عن حقه في العودة".
وتشارك جماهير شعبنا في مسيرات العودة السلمية شرقي قطاع غزة منذ أواخر مارس/آذار العام الماضي، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجرهم الاحتلال منها عام 1948، ورفع الحصار عن القطاع.