فلسطين أون لاين

جنازة سماح مبارك تمخر عباب ثورة قادمة..

بالأمس كانت جنازة الطفلة سماح مبارك في مدينة البيرة، وكان خلاصة ما كتب قلم الرصاص الذي وجدوه في حقيبتها حين قتلوها بدم بارد: "سألعنكم وأطاردكم ما حييت ، لم تجدوا غيري وأنتم تبحثون عن آلة حادّة تبررون بها جريمتكم، كيف تنام لكم عين وقلم رصاص لطفلة بريئة يطارد نومكم ويشعل النار في قلوبكم ..".

وكتب قلم رصاصها من جديد الآتي:

  • لقد حاولتم جاهدين قتل روح صاحبتي بدفنها في ثلاجاتكم وتفريزها بطريقة مريعة، لعلكم تخفون وجوهكم من شر ما صنعتم ولعل قلوبكم السوداء تتصدع من هول ما اقترفت أيديكم مع طفلة بريئة لم تدرك بعد حجم ما تراكم من حقد في صدوركم، هربتم إلى صقيع ثلاجاتكم علها تبرد نار قلوبكم، لم تفلح وبقيت حرارة براءتها تلفح وجوهكم.
  • أنا لكم بالمرصاد سأكتب ما يبقى دليلا دامغا على اجرامكم، أنا تعبير حي يبقي جروحكم نازفة، قلما يصدح بالحق، يمتلؤ مدادا من دماء شهدائنا ويكتب الحقيقة التي تؤدي إلى زوالكم وزوال ظلامكم.
  • سأحكي الحكاية للأجيال القادمة: "كان هناك وحوش بشرية متوحشة، توقفوا أمام فتاة فلسطينية تشق طريقها لترسم حياة مشرقة لشعبها، لم يرق لهم أي شيء فيها سوى أن يروا دمها مسفوحا، لم يلفت نظرهم أنها انسان فيها روح وحياة، الشيء الوحيد الذي أرادوه لها هو أن تنزع منها الحياة، لا يعجبهم فيها إلا أن تكون ميتة، انقضوا عليها ونزعوا روحها قطعة قطعة، رقصوا حولها رقصة الموت وطربوا على حشرجة روحها وهي تغادر جسدها الغض.
  • أين تذهبون بعد أن تلطخت أيديكم بدماء هذه الطفلة؟ كم من الأطفال قتلتم؟ لقد آن الأوان أن نضع حدا لهذه السيف النذل، فالبندقية التي تتوجه لروح طفل بريء لا يمكن لها أن تستمر، لا يمكن أن تكتب لها الحياة.
  • لقد اقترفتم من الجرائم واكتسبتم من العار ما لا تغسله مياه البحار، كيف ستكتبون هذا في تاريخكم، كيف ستحدثون أجيالكم القادمة بما تفعلون هذه الأيام أم أنكم كعادتكم ستكذبون وتكذبون حتى يمل الكذب من كذبكم.
  • بإمكانكم الصاق التهم والفبركة الجاهزة وأن هذه الطفلة جاءت لتمارس عملا ارهابيا، "جاءت لتزرع الموت في صفوفنا فعاجلناها بالموت قبل أن تميتنا ولم يكن بامكاننا أن نفعل شيئا غير هذا".. الصور تكذب كل ادعاءاتكم ولم يكن بوسعكم خداع الناس أبد الدهر، لقد باتت أقاويلكم معروفة ولم تعد تنطلي على أحد.
  • لقد عادت سماح مبارك لتحلق عاليا من شوارع وأزقة رام الله والبيرة، من مسجدها الكبير إلى مثواها الأخير. استقرت روحها هناك بعد أن أقامت الحجة البالغة، بقلم رصاصها الباقي ستعلن الانتصار، هذا الدم الزكي المسفوح على مشارف القدس سيتحول نورا للأجيال القادمة ونارا يحرق الأيدي المجرمة التي تجرأت على هذه الدماء.