فلسطين أون لاين

​"الإرباك الليلي" يقض مضاجع الاحتلال ومستوطنيه شرق غزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ طلال النبيه:

أصوات رنانة تهز المكان، وإشعال للإطارات يضيء المكان، وتحول الظلام الدامس إلى ما يشبه النهار، وسط عمل متواصل حتى ساعات منتصف الليل، هذه هي المشاهد التي تسود المناطق المحاذية للسياج الفاصل شرق قطاع غزة، في إطار فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، التي انطلقت في 30 آذار (مارس) 2018م.

وينتشر الشباب الثائرون في مخيمات العودة الخمس، المنتشرة شرقي محافظات قطاع غزة من مدينة رفح جنوبًا حتى بيت حانون شمالًا، ليبدعوا بأدواتهم السلمية، في إزعاج الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه بمحاذاة قطاع غزة، مع الحصار المفروض على الأخير منذ 13 سنة.

وتتوزع فعاليات الإرباك الليلي على المخيمات الخمس، في حين يخصص يوم تشترك فيه المخيمات كلها في تلك الفعاليات، مستخدمين مفرقعات صوتية مصنوعة محليًّا بأدوات شعبية بسيطة.

وفي مخيم العودة "ملكة" شرقي مدينة غزة يلحظ مشاركة شبابية حاشدة في فعاليات الإرباك الليلي.

وما إن اتجهت عقارب الساعة نحو السابعة مساءً حتى بدأ الشاب عبد الجواد الذي لف وجهه بكوفية فلسطين التنقل مع عدد من الشباب، والاقتراب من السلك الاحتلالي الشائك، لتتحول المنطقة إلى ما يشبه "كتلة لهيب"، عقب إشعالهم إطارات السيارات، الذي رافقته أصوات ضخمة هزت المكان بفعل المفرقعات.

ويقول عبد الجواد الذي أطلق على مجموعته اسم "وحدة المجد للإرباك الليلي": "نبعث رسالة للاحتلال الإسرائيلي من على تخوم قطاع غزة (مع فلسطين المحتلة سنة 1948م)، أنه لن يهدأ له بال، ولن نتركه يعيش في أراضينا المحتلة".

ويضيف لصحيفة "فسطين": "الاحتلال لن يجد الراحة في أراضينا المحتلة"، مشددًا على أن المشاركين في مسيرة العودة مستمرون بوسائلهم السلمية، حتى تتحقق مطالب الشباب الثائرين.

ويوضح أن مطالبهم تتلخص في رفع الحصار كاملًا عن قطاع غزة برًّا وبحرًا وجوًّا، وتطبيق حق العودة، مشيرًا إلى أن أدواتهم الشعبية هي إشعال إطارات السيارات، والألعاب النارية، وشعاع الليزر، والمفرقعات.

وعلى مقربة من شارع "جكر" الذي يبعد بضع مئات المترات عن السياج الاحتلالي الفاصل، بدأ الشاب صابر الأشقر الاقتراب على كرسيه المتحرك من مكان تجمع الشباب الثائرين، رغم إصابته من الاحتلال الإسرائيلي قبل أعوام، إذ بترت كلتا قدميه.

ويوجه الأشقر في أثناء حديثه إلى صحيفة "فلسطين" رسالة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلًا: " قدم استقالتك وارحل، لأن الشعب الفلسطيني لن يركع إلا لله".

ويقول الشاب: "نشارك في فعاليات الإرباك الليلي حتى نضغط على الاحتلال لكسر الحصار عن قطاع غزة، ومستمرون حتى نرجع إلى أراضينا المحتلة، وشعبنا الفلسطيني صامد حتى تتحقق مطالبه".

من جهته يقول عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في مخيم العودة شرقي غزة، محمد الحرازين: "إن أنشطة الشباب الثائرين كافة هي عملية تذكير للمجتمع الدولي الذي يغض بصره عن جرائم الاحتلال".

لكن الحرازين يشدد لصحيفة "فلسطين" على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم، ولن يرفع الراية البيضاء، مضيفًا: "المشاركون في المسيرة لهم رسالة واحدة، وهي أنهم طلاب حق يبحثون عن الحياة الكريمة على أرضهم، ورفع الحصار الإسرائيلي، وتطبيق حق العودة".