فلسطين أون لاين

​المفتي يدعو إلى الرباط في المسجد لإفشال مخططات الاحتلال

"الإبعاد".. سلاح إسرائيلي "الصامت" ضد رموز الأقصى

...
قرار الإبعاد لشيخ الأقصى عبد العظيم سلهب
القدس المحتلة-غزة/ طلال النبيه-خضر عبدالعال:

منذ نجاح المصلين في المسجد الأقصى المبارك، في إعادة فتح مصلى باب الرحمة المغلق بقرار إسرائيلي منذ 16 عامًا، تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية التعسفية بحق "رموز" مدينة القدس ومسجدها.

وظهر الانتقام الإسرائيلي من الهبة الفلسطينية 22 فبراير الماضي، جليًّا، فتصاعدت الاعتقالات الميدانية، وقرارات الإبعاد عن الأقصى للشخصيات الدينية والمرابطين والمرابطات في المسجد.

وشملت قرارات الإبعاد موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، أبرزهم رئيس الدائرة الشيخ عبد العظيم سلهب، لمدة 40 يوما، ونائبه الشيخ ناجح بكيرات، لمدة 4 أشهر، إلى جانب المرابطين والمرابطات.

وردًّا على قرارات الإبعاد، أقام المبعدون صلاة الجمعة الماضية في منطقة باب الأسباط، ونظموا زيارة لأضرحة الصحابة في مقبرة باب الرحمة الواقعة في الجزء الشرقي للمسجد.

وقال بكيرات: إن الاحتلال يسعى إلى تجفيف الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة، واصفًا هجمته الأخيرة على حراس الأقصى وموظفي الأوقاف بـ"العنصرية والإرهابية".

وأوضح بكيرات لـصحيفة "فلسطين" أن قرار الإبعاد عن المسجد الأقصى طالت أكثر من 20 موظفا من دائرة الأوقاف الإسلامية؛ تراوحت بين 3 إلى 6 أشهر، مشيرًا إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول إرضاء الجمهور الإسرائيلي، وإشغاله للرأي العام الإسرائيلي عن ملاحقته بقضايا فساد.

ووصف قرارات الاحتلال الأخيرة بـ"المجحفة والعنصرية"، قائلاً: "الاحتلال يريد أن يعطل دور الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى، عبر قانونه العنصري والإرهابي".

وتوقع بكيرات أن الاحتلال يهدف من هذه الحملة إخافة المقدسيين، عبر إبعاده رموز ومسؤولي الأوقاف الإسلامية وحراس الأقصى، وإرهابهم لعدم الاقتراب من المسجد الأقصى، ومصلى باب الرحمة.

وأكد أن المقدسيين والأوقاف الإسلامية لن يغلقوا باب الرحمة مهما كلف الثمن، بل إن المهمة الحالية هي ترميمه، ولا سيما أن باب الرحمة يحتاج إلى صيانة كبيرة لسقفه وجدرانه، والاحتلال يمنع إدخال أي مواد لترميمه أو إبقائه مفتوحا.

وقال بكيرات: "ندرك بأن الوصاية الهاشمية يجب أن تستمر وهذا جزء منها، وهناك قرار منها بفتح هذا المكان وترميمه، والأوقاف الإسلامية تتابع ذلك، دون أي تلكؤ، وليكن ما يكن".

تصعيد خطير

وعد عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة د.جميل حمامي، الإجراءات الإسرائيلية تصعيدا خطيرا، لافتا إلى أن الأحزاب وقادة الاحتلال يستخدمون مصلى باب الرحمة والأقصى كـ"ورقة في المعركة الانتخابية".

وقال حمامي لصحيفة "فلسطين": "هذا تصعيد خطير لأنه قد يؤدي لشل حركة الأوقاف في القدس، لأن المستهدف هو الرمز الأول وأعلى سلطة في القدس بالإضافة لرجالات وحراس المسجد الأقصى".

وأضاف حمامي: "بعد إبعاد سلهب لمدة أسبوع توقعنا أن يعتبر الاحتلال من هذه القرار، خصوصا أن هذه الانتهاكات لا تصب في مصلحته، ولكن يبدو أنه ماضٍ في التصعيد لكي يستخدمها كورقة في المعركة الانتخابية الاحتلالية".

ورأى أن الهيئة العليا لا تعوّل كثيرًا على السلطة الفلسطينية، لا سيما أن موقفها غائب حتى اللحظة، عدا عن أنه أضعف من أن يؤثر في سلطات الاحتلال، داعيا في الوقت ذاته، الأردن للوقوف وقفة جادة لإلزام الاحتلال باحترام الاتفاقيات والمعاهدات.

وشدد الداعية المقدسي نور الدين الرجبي، على أهمية الحشد الجماهيري في القدس المحتلة تصديا لقرارات الإبعاد، مؤكدا أن الاحتلال يسعى إلى إفراغ المسجد الأقصى من الحراس والرموز المقدسية لتمرير مخططاته.

وقال الرجبي لـصحيفة "فلسطين": الاحتلال يمارس العربدة بحق المسجد وزواره، للتقليل من آثار الهبة الفلسطينية التي نجحت بفتح مصلى باب الرحمة.

وأضاف: "سيخيب فأل الاحتلال، ولن تنجح مخططاته بهمة المقدسيين وإرادتهم".

من جهته، قال رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، رضوان عمرو: إن ثمة تطورات خطيرة وهجمة إسرائيلية مرتدة ضد باب الرحمة.

ودلل عمرو في تصريح لصحيفة "فلسطين" بتراجع أعداد حراس المسجد وسدنته؛ بفعل قرارات الإبعاد الإسرائيلي، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة التواجد والرباط في الأقصى.

إرهاب إسرائيلي

وفي السياق، أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، حملة الإبعاد التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق علماء المسجد وحراسه والمرابطين فيه، والشخصيات الدينية والوطنية.

وقال المفتي حسين، في بيان، أمس، إن هذه العنجهية تأتي ضمن سياسة الإرهاب العنصري الممارس بحق الفلسطينيين عامة، والمقدسيين بشكل خاص، لمنعهم من التصدي لمخططات الاحتلال التهويدية للمدينة المقدسة ومقدساتها، ليسهل تهويدها وطمس معالمها العربية والتاريخية.

وأهاب بالمجتمع الدولي الوقوف مع الشعب الفلسطيني ومقدساته وشخصياته الدينية والوطنية، وعدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار، داعيا المسلمين من مختلف أقطار العالم لتكثيف تواجدهم في المسجد الأقصى وشد الرحال إليه، للحيلولة دون فرض واقع جديد عليه.