فلسطين أون لاين

​فساد نتنياهو.. "ضربة قوية" تهدد مكانته الانتخابية

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة:

في خضم المعركة الانتخابية الإسرائيلية، يتوجه المستشار القضائي لحكومة الاحتلال أفيخاي مندلبلت، لتقديم لائحة اتهام بالفساد، ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعيم حزب "الليكود" الذي يمثل اليمين الإسرائيلي، وهو ما يعد ضربة قوية له ولحزبه مع قرب الانتخابات العامة الشهر القادم.

ويُعد تقديم لائحة الاتهام بهذا التوقيت ضد نتنياهو مكسباً قوياً لمنافسيه في الانتخابات القادمة المقرر عقدها في 9 أبريل/ نيسان، وخاصةً لـ "بيني غانتس"، رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال الذي توعد "بتطهير" الحكومة.

وأعلن مندلبليت عن قراره توجيه لائحة اتهام بحق نتنياهو في ثلاثة ملفات فساد؛ تتضمن تلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

ويتهم نتنياهو في "الملف 4000"، بتلقي الرشوة على خلفية قيامه بدفع مصالح رجل الأعمال شاؤول ألوفيتش، مالك شركة "بيزك" وموقع "واللا"، مقابل تغطية إيجابية لأخبار نتنياهو في موقع "واللا" الإخباري واسع الانتشار.

وفي "الملف 1000"، قرر مندلبليت اتهام نتنياهو بـ"الاحتيال وخيانة الأمانة"، فيما شملت لائحة الاتهام ضده، تهمة "خيانة الأمانة" في إطار التحقيقات بـ"الملف 2000"

إهانة وأزمة

وأكد الباحث في الشأن الإسرائيلي أحمد فياض، أن لائحة الاتهام القادمة ضد نتنياهو ستؤثر على شعبيته في الانتخابات، وسيصل دخانها إلى حزب "الليكود" بشكل أوسع.

وعد فياض خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" لائحة الاتهام، إهانة ضد رئيس الوزراء، كون ذلك يعد شيئا رسميا ومثبتا من قبل "الدولة"، ويضع نتنياهو في حالة أزمة كبيرة.

وأوضح أن لائحة الاتهام ضد نتنياهو تعد أمرا مهينا له، وستحدث حالة من الجدل خلال الفترة القادمة، مع توقعات بروز أصوات داخل "الليكود" والمعارضة لمطالبة نتنياهو بالاستقالة من منصبه بسبب تلك الاتهامات.

وأشار فياض إلى أن رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود أولمرت حين تم اتهامه بالفساد، طالبه نتنياهو حينها بالاستقالة من منصبه، وهو ما تم بالفعل، لذلك سيواجه رئيس الحكومة الحالي نفس المطالبات بسبب الفساد.

ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي أن الضغوطات على نتنياهو و"الليكود" تصاعدت الفترة الأخيرة، أبرزها اصطفاف جنرالات في جيش الاحتلال مع بعضهم البعض من خلال تشكيل حزب "أزرق أبيض".

وأظهرت استطلاعات الرأي على الدوام تراجع "الليكود"، مع ظهور التحالف الوسط "أزرق أبيض"، حيث أعطى الاستطلاع قائمة "كاحول – لافان"37 مقعدًا، و29 مقعدًا لليكود، و7 مقاعد لكل من "اليمين الجديد" و"يهدوت هتوراه"، و6 مقاعد للعمل و"شاس" و"ميرتس" و5مقاعد لـ"كولانو".

وأرسل حزب "العمال" رسالة صوتية لمئات الآلاف من الإسرائيليين تضمنت تسجيلا صوتيا لنتنياهو، أثناء وجوده في معسكر المعارضة في 2009، يطالب فيها إيهود أولمرت، رئيس الوزراء آنذاك، بالاستقالة من منصبه بعد مواجهة مزاعم فساد.

وفي السياق، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي وديع نصار، أن نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، لم تظهر وجود انهيار كبير لنتنياهو أو حزب "الليكود"، وهو ما يعني أن منظومة القيم والأخلاق لم تعد معيارا للناخب الإسرائيلي.

واستبعد نصار في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن يفشل نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، كون الإسرائيليين لا يرون غير شخصيته على المستويين الأمني والدبلوماسي، مع وجود منافسة لحزب "أزرق أبيض".

وحافظ نتنياهو على منصبه رئيسا للوزراء على مدى نحو 13 عاما وفي حال فوزه في الانتخابات القادمة، سيكون أول رئيس وزراء يتجاوز الفترة التي أمضاها مؤسس دولة الاحتلال ديفيد بن غوريون في المنصب لأكثر من 13 عاماً بين 1948 و1963.