قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، د. خليل الحية: إن لدى الأشقاء في جمهورية مصر العربية إرادة لإلزام الاحتلال بتفاهمات رفع الحصار عن غزة وإلى الأبد، واصفًا علاقة حركته بالقاهرة بأنها استراتيجية وتتطور كل يوم.
و أضاف في تصريح لـ "فلسطي أون لاين": كلما تلكأ الاحتلال في تنفيذ رفع الحصار عن غزة والتفاهمات، شددنا من قوة هذه المسيرة وعنفوانها وأدواتها، لكننا نرى أن لدى الأشقاء في مصر إرادة لإجباره على الالتزام بهذه التفاهمات.
وتابع: أشقاؤنا في مصر يرغبون في استئناف دورهم في إلزام الاحتلال بالتفاهمات، ونحن نأمل أن ينجحوا في ذلك، مردفًا: "سنعطيهم ونعطي غيرهم فرصة مجددًا" لإنجاز ذلك.
وأشار الحية إلى أن العلاقة بين حماس والقاهرة تتقدم وتتطور، لأنها "استراتيجية وقائمة على مكانة الشقيقة مصر وجوارنا معها وأننا نريد الدعم والتأييد من كل دول المنطقة"، مردفا: نسعى إلى تطوير العلاقة مع مصر التي "أمننا من أمنها واستقرارنا من استقرارها".
وأكد أهمية دعم مصر للقضية الفلسطينية، مضيفًا "نحن راضون ومطمئنون لهذه العلاقة ونسعى لتعزيزها وترسيخها".
وفي السياق، قال الحية: إن مسيرة العودة انطلقت معبرة عن وحدة الشعب الفلسطيني وقضيته، وأنها حملت في جمعتها الـ49 اسم "باب الرحمة" شرقي المسجد الأقصى، الذي أعاد المقدسيون فتحه الشهر الماضي رغم قرار الاحتلال إغلاقه قبل 16 سنة.
وأوضح أن المسيرة التي انطلقت في 30 مارس/ آذار 2018، اتخذت عناوين مختلفة في كل جمعة منها الحصار والأسرى في سجون الاحتلال، في دلالة واضحة على وحدة الوطن وتجسيد الوحدة السياسية والميدانية الفلسطينية وأن الشعب واحد لا ينفصل أبدا مهما تباعدت الأماكن.
وشدد عضو المكتب السياسي لحماس، على أن الاحتلال حاول استغلال "بعض نقاط الضعف في الأمة في لحظات غيوم صيفية تمر" كهرولة البعض للتطبيع، لكن رد جماهير شعبنا كان واضحًا في باحات المسجد الأقصى والقدس المحتلة وشوارعها.
وأشار إلى أن مسيرة العودة ترد أيضًا بأننا شعب واحد يرفض التطبيع والتغول على القدس وأي مساس بالأقصى.
ونبه إلى أن الأقصى سيبقى محور الارتكاز، لافتا إلى أن هناك تسارعا في سلوك الاحتلال لإنهاء قضية القدس "في حالة هستيرية" لحسم الصراع في موضوعها ويجد في ذلك تعاونا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي نقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة في مايو/ أيار الماضي.
لكن الحية قال: كلما اقترب الاحتلال من الأقصى، عادت القضية الفلسطينية إلى عنفوانها وجوهرها، مضيفًا: مع كل مواجهة صغرت أم كبرت سيكون لنا نصر وفتح جديد، مشيرًا إلى أن المقدسيين استطاعوا كسر الأقفال عن باب الرحمة.
استثمار شعبي ورسمي
وبشأن تقرير الأمم المتحدة الذي أشار الخميس الماضي إلى أدلة على ارتكاب قوات الاحتلال جرائم محتملة ضد الإنسانية أو جرائم حرب في قمعها مسيرة العودة في 2018، قال الحية للصحفيين: إن هذه المسيرات استطاعت أن تكشف زيف الاحتلال الذي حاول عبر 70 سنة من الكذب والخداع تقديم نفسه للعالم على أنه "ضحية" أمام الشعب الفلسطيني.
وبيّن الحية أن الاحتلال هو من هجّر الشعب الفلسطيني وقتل أبناءه وسفك دمه وارتكب كل الجرائم بحقه، مؤكدا أن المسيرة تمكنت من أن تصل بهذا التقرير الأممي لمنصة دولية جديدة لإظهار الحق الفلسطيني المسلوب كغيرها من القرارات الأممية السابقة.
وأوضح أن التقرير الأممي أظهر ظلم الحصار المتصاعد على شعبنا عبر سنوات طويلة، ليقول للعالم: غزة تتألم من الحصار، وليحمل الاحتلال هذه المسؤولية المباشرة وضرورة رفع الحصار حتى يعيش شعبنا كباقي شعوب العالم بكرامة.
وأرجع القيادي في حماس، الفضل في صدور هذا التقرير إلى الشعب الفلسطيني الذي تمكن من خلال مسيرة العودة من إثبات وحدة وطنية وسياسية.
وأعرب عن تقديره لمن يقف خلف هذا التقرير الأممي الذي أنصف شعبنا من ظلم الاحتلال ووضع الأخير في زاوية الاتهام، مطالبا باستثمار التقرير وطنيا وشعبيا ورسميا لحشد التأييد والدعم الدولي لجلب قيادات الاحتلال العسكرية والسياسية لمحاكم جرائم الحرب الدولية.
وأكمل الحية بقوله: مطلوب الضغط على الاحتلال حتى يقر بحقوقنا الفلسطينية ويرفع الحصار عن غزة على طريق العودة والتحرير وإقامة دولتنا الفلسطينية بعد إنهاء الاحتلال.